«المشاقى»: مدرب الأقاليم يحصل على 500 جنيه شهرياً.. واللاعب الناشئ «120»
الكابتن محمود المشاقى
مستعيناً بخبرة السنين فى الساحات الشعبية وملاعب كرة القدم والأندية الكبرى، يقدم الكابتن محمود المشاقى، لاعب المنتخب الوطنى ونجم نادى غزل المحلة السابق، وهداف الدورى، رؤيته لأوضاع وأزمات كرة القدم فى الأقاليم، ويؤكد أن لاعبى الأقاليم يواجهون معاناة قاسية فى ظل سيطرة رجال الأعمال على رعاية أندية الشركات وأكاديميات كرة القدم التى انتشرت بالأندية الشعبية، وفى حواره لـ«الوطن» شدد نجم غزل المحلة الذى استطاع طوال أكثر من 16 سنة منذ 1977 حتى 1990 تمثيل أندية شعبية كبيرة، منها غزل وبلدية المحلة وبورسعيد وطنطا، على ضرورة تشجيع سفر قطاع الناشئين فى مراحل الصغر بداية من سن 15 سنة فى تجارب احترافية فى دول أوروبية، إضافة إلى الاستفادة من خبرات قدامى الرياضيين للنهوض بالقطاع الرياضى. إلى نص الحوار:
نجم «غزل المحلة» والمنتخب السابق: مفيش احتراف حقيقى عندنا.. وصفقات بيع الأندية الفقيرة خطر يدمر الكرة
ماذا تغير بالنسبة لحظوظ لاعبى الأقاليم منذ وجودك فى صفوف غزل المحلة حتى اليوم؟
- أجيالنا لعبت كرة القدم ببلاش، وكان الهدف رفع راية أنديتهم ومنتخب مصر، لكن حالياً المواهب فى الدورى العام المصرى أصبحت شبه نادرة، ويكفى أن يكون هداف الدورى المصرى هو «أزارو» مهاجم النادى الأهلى، مغربى الجنسية.
وفكرة احتراف اللاعبين المصريين سيئة للغاية كونها تحولت لسبوبة لوكلاء اللاعبين، وكل لاعب أصبح يسعى لجمع المال طوال فترة لعبه كرة القدم، دون الالتفات لتأهيل نفسه بدنياً من حيث اللياقة وزيادة قدراته الرياضية على لعب مباريات دولية ومحلية.
فكرة شراء الأندية المصرية الشعبية أو الشركات وتحويلها إلى قطاع استثمارى وأكاديميات رياضية.. هل ستسهم فى دعم الرياضة فى مصر أم ستؤثر عليها سلباً؟
- هذا النوع من الصفقات «بيزنس مصالح خاصة»، هدفها شراء أفضل اللاعبين والنجوم من الأندية الشعبية الفقيرة لصالح الأندية الكبيرة والرأسمالية، وهو ناقوس خطر يهدد الكرة المصرية، وقد يقضى على فكرة تطور الاحتراف والدفع بالناشئين للمشاركة فى بطولات ودوريات أوروبية.
ماذا عن فكرة الاحتراف التى باتت أساسية لأى لاعب اليوم.. ما رؤيتك لها وكيف تسهم فى دعم منتخباتنا؟
- فكرة الاحتراف لا بد من تعميمها من خلال بروتوكولات وبعثات لنقل أساليب الاحتراف وتجاربها بين الفرق المصرية والأجنبية بدوريات إنجلتزا وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا وغيرها كى ننجح فى تنمية مواهب لاعبينا منذ الصغر، مثلما يتم مع ناشئى أفريقيا ودول المغرب العربى.
أطالب بتطبيق بروتوكولات وبعثات لنقل تجارب الاحتراف بين الفرق المصرية والأجنبية لدعم المنتخب
ولاحظنا مؤخراً فى الملاعب المصرية اختفاء صاحب الفانلة رقم 10 من الملاعب بسبب اختفاء اللاعبين الموهوبين فى الصغر بأندية الدورى الممتاز، وأعتقد أن مواهب مصرية كروية اختفت ولم تحقق تقدماً للمنتخبات القومية خلال الفترة الأخيرة بسبب ندرة المواهب الكروية، لكننا قادرون على النهوض بالرياضة من خلال المحاكاة والتأهيل البدنى والنظام الغذائى الجيد، وهنا أستشهد بأن خروج أندية الأهلى والمصرى أمام فرق أفريقية وعربية خلال بطولات دورى أبطال أفريقيا والكونفيدرالية، بسبب ضعف الإمكانيات والخبرات البدنية خلال الـ3 سنوات الماضية، وهو ما يعد إخفاقاً كارثياً للكرة المصرية.
كيف تكون هناك تنمية لفكرة الاحتراف فى مصر كى ننافس على الأداء القوى أمام المنتخبات العالمية فى المستقبل؟
- مفيش تنمية وتطوير واحتراف حقيقى فى مصر، ومن العيب أنه فى سنة 2018 لسه المدرب بيحصل على أجر شهرى 500 جنيه ولاعب قطاع الناشئين يحصل على 120 جنيهاً شهرياً، هذه فضيحة كروية لا بد أن يتصدى لها اتحاد كرة القدم ووزارة الشباب، لأنها تسبب معاناة قاسية لكافة لاعبى الأقاليم الذين لا يجدون الرعاية فى ظل سيطرة رجال الأعمال والرأسماليين على رعاية أندية الشركات وأكاديميات كرة القدم، وأنصح كافة المسئولين عن النشاط الرياضى الكروى داخل الأندية الشعبية بالفصل بين الإدارة والتنمية الرياضية من خلال الاعتماد على تشجيع سفر قطاع الناشئين فى مراحل الصغر بداية من سن 15 سنة فى تجارب احترافية فى دول أوروبية، وليس الاعتماد على السفر فى تجارب احترافية فى دول الخليج، فاللعب لأى فريق خليجى هدفه السبوبة وليس الاحتراف، كون الدورى المصرى أقوى من دوريات السعودية والإمارات والكويت وغيرها.
إذا توجهت بالنصيحة للناشئين والشباب من خلال نشأتك الكروية وتحويل الصعوبات إلى تحد ونجاح.. ماذا تقول لهم؟
- بدأت لعبة كرة القدم عندما كان عمرى 13 سنة بميدان الشون برفقة الجيل الذهبى لنادى غزل المحلة، وفعلاً كانت بدايه عصيبة تم رفضى على يد الكابتن «عزت المالكى» أحد مدربى غزل المحلة، وهو ما دفعنى إلى الإصرار على مواصلة التدريب والتأهيل فى رياضة كرة القدم طوال 4 سنوات والتحقت باللعب فى مدرسة الكرة بالساحة الشعبية وتمكنت من دخول قطاع الناشئين بنادى الغزل واللعب ضمن صفوف فريق الشباب ومن ثم الالتحاق بالفريق الأول فى دورى سنة 1977.
«المشاقى» يتحدث لـ«الوطن»