من هنا خرج «صلاح وجمعة والمحمدى»
صورة تعبيرية
نظراً لندرة الأراضى المخصصة للبناء فى الغربية، وباعتبارها محافظة «حبيسة» دون وجود ظهير صحراوى، كل ذلك دفع أبناء المحافظة إلى البناء على أى مساحات تتخلل الكتل السكنية فى جميع القرى والمدن، بما فيها الساحات الشعبية، التى كانت متنفساً لأبناء القرية، يمارسون ألعابهم الرياضية عليها، وفى مقدمتها «كرة القدم»، قبل أن تختفى تلك الساحات، وتتحول إلى كتل خرسانية.
«نسيم النجار»، أحد كبار الرياضيين بقرية «ميت الشيخ»، التابعة لمركز قطور، أكد أن القرية تُعد واحدة من كبريات القرى بمحافظة الغربية، وتتبعها نحو 15 عزبة ونجعاً، ومع ذلك لا يوجد بها مركز شباب واحد لخدمة أبناء كل تلك القرى، وكانوا فى السابق يمارسون رياضتهم المفضلة فى الساحة، التى كانت تُعرف باسم «الجُرن»، ولكن بسبب النمو السكانى، وعدم وجود أراض للبناء، قام أصحاب تلك الساحات ببيعها، والبناء عليها من قبل المواطنين، ما أدى إلى اختفاء الساحات.
أول مدرب لـ«مو»: ابن الدورات الشعبية وموهبته ظهرت فى منافسات القرى
مسئول فى مديرية الشباب والرياضة بالغربية، طلب من «الوطن» عدم ذكر اسمه، قال إن محافظة الغربية واحدة من أكثر المحافظات ارتفاعاً فى أسعار الأراضى والشقق السكنية، بسبب ندرة أراضى البناء، وعدم وجود ظهير صحراوى، وهو ما جعلها محافظة «حبيسة»، وهذا ما اضطر المواطنين إلى البناء على الأراضى الفضاء، التى كانت تستخدم لممارسة كرة القدم عليها، وهو ما أدى إلى اختفاء الساحات الشعبية فى كافة قرى ومراكز المحافظة، وأوضح أن انعدام الأراضى كان سبباً أيضاً فى عدم قدرة المديرية على إنشاء ملاعب خاصة بمراكز الشباب فى كل قرية، وبالتالى هناك قرى بدون مراكز شباب وملاعب.
«غمرى السعدنى»، أول مدرب لـ«محمد صلاح»، أكد على الدور الكبير للساحات الشعبية فى اكتشاف المواهب الكروية المدفونة فى القرى والنجوع، موضحاً أن الساحات الشعبية دائماً ما كانت تشهد مسابقات ودورات لكرة القدم بين عدد من القرى المجاورة، يتم تنظيمها على فترات، خاصةً فى المناسبات، مثل دورات شهر رمضان، والدورات الصيفية، وخلال تلك المسابقات كانت كل قرية تكون فريقاً من أبنائها للمنافسة على كأس الدورة، ودائماً ما كانت كل دورة تشهد ظهور لاعبين مميزين لكرة القدم.
وأضاف «السعدنى» أن النجم محمد صلاح ظهرت موهبته الكبيرة بين أبناء قريته «نجريج»، من خلال تلك الدورات، التى كانت تنظمها القرية بصفة مستمرة، وكان يحرص على اللعب مع أصدقائه فى فريق شباب القرية بصفة دائمة، مشيراً إلى أن أصدقاءه كانوا يتوقعون له أن يكون لاعباً كبيراً، وأوضح أن الموهبة التى ظهر بها «محمد صلاح» فى صغره، وأثناء ممارسته كرة القدم مع أصدقائه فى شوارع القرية، جعلت والده يهتم به، ويقدم له فى نادى «اتحاد بسيون»، والعديد من الأندية الأخرى بالمحافظة، لتبدأ مسيرته الكروية، حتى أصبح من أفضل 3 لاعبين فى العالم.
المهندس «ماهر أنور»، عمدة قرية «نجريج»، أوضح أن كل قرية كان يوجد بها ساحة شعبية، معروفة بين أبناء القرية باسم «الجرن»، وهى قطعة أرض مملوكة لأحد أبناء القرية أو مجموعة من الأهالى، كانوا يسمحون للشباب من أبناء القرية بممارسة رياضة كرة القدم عليها، خاصةً فى القرى أو النجوع التى لا توجد مراكز شباب أو ملاعب بها، مشيراً إلى أنه من خلال الساحة الشعبية، كان الأهالى يعرفون أكثر أبناء القرية مهارة، وكان يتم اختيارهم للانضمام إلى فريق القرية للمنافسة فى المسابقات مع القرى الأخرى. وأضاف عمدة «نجريج» أن غالبية لاعبى المنتخب الوطنى لكرة القدم ظهرت موهبتهم الأولى من خلال الساحات الشعبية، حيث تم اكتشاف 3 لاعبين من مركزى قطور وبسيون، وهم «وائل جمعة، وأحمد المحمدى، ومحمد صلاح»، وتابع أنه رغم أن الساحات الشعبية كانت سبباً رئيسياً فى اكتشاف المواهب، فإنها لم تكن سبباً كافياً لخروج تلك المواهب إلى النور.