«لمبة جاز» حل ماما «زوزو» لأزمة الكهرباء
كادت أن تنتهى من إفطار المغرب المعتاد، بعض اللقيمات البسيطة التى تقيم أودها، فهى السيدة الستينية التى تتزعم حى قصر الشوق «ماما زوزو» اسم تسأل عنه من أول حى الحسين ستجد «ألف من يدلك» كما تقول هى لزائريها.
«ماما زوزو»، كما يناديها جيرانها وأهالى شارع قصر الشوق، لم تبالِ كثيرا لانقطاع الكهرباء فى بداية الأمر واحتالت على ما يحدث من انقطاع مستمر للكهرباء بتلك الشمعة التى تضعها على ظهر طبق تضعه أمامها حين تفطر وأحيانا عند السحور، وكثيرا وهى تقرأ القرآن: «كنت بخلى الشمعة جنبى حتى لو النور موجود.. احتياطى يعنى».
الكهرباء كانت لا تقطع فى حى الحسين خوفا على الطابع السياحى، الذى يمتاز به الحى، مما كان مدعاة لفخر أهالى المنطقة، خصوصا فى بداية موسم انقطاع الكهرباء بدعوى ترشيد الاستهلاك، «الشيشة عندنا والفن فى دمنا والنور عندنا موجود طول السنة»، هكذا تندر شباب الحى على انقطاع الكهرباء فى الأحياء المجاورة.
ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، فقد طال الحى السياحى ما طال مصر كلها وصار انقطاع الكهرباء إيذانا لـ «ماما زوزو» بالبحث عن شمعة.
«الشمعة مش نافعة ده أنا عينى هتروح وأنا بقرا المصحف» فكرت قليلا كيف تحل المشكلة وكيف ترشد الكهرباء المقطوعة أصلا ثم قالت: «أنا معنديش تكييف ولا بافتح التليفزيون.. هرشّد إيه بقى؟»، تستلقى قليلا أمام المروحة النحاسية القديمة وتقول: «هى دى اللى عندى وهى بترشد لوحدها.. شوية بتشتغل وشوية لأ».
الفكرة التى أعادتها ماما زوزو من دولاب ذكرياتها لتواجه بها انقطاع الكهرباء أثارت دهشة المحيطين بها «لمبة جاز» لم تجد سواها لتحل المشكلة، اللمبة التى وجدتها السيدة الستينية فى «سندرة منزلها» لم تجد سواها سبيلا «نورها حلو وأحسن من الشمعة بكتير».
الحى الشعبى القديم بالحسين والجمالية لم يكن به سوى محل واحد يبيع تلك اللمبات لصاحبه الحاج عواد: «اللمبات اللى عندى كانوا عرض للذكرى فجأة لقيت ناس كتير جاية بتشتريها عشان الكهربا»، الإقبال الشديد على «لمبة الجاز» جعل عم عواد يطلبها من ورشة خاصة لتصنيعها: «هعمل طلبية جديدة.. ومصائب قوم عند قوم فوائد».