بعد حديث السيسي.. دعوات لإجراء حوار مجتمعي لتجديد الخطاب الديني
بعد حديث السيسي.. دعوات لإجراء حوار مجتمعي لتجديد الخطاب الديني
مؤتمر الشباب
جدد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس، خلال مشاركته بالمؤتمر الوطني للشباب، دعوته لتجديد الخطاب الديني، وهي الدعوى التي بدأها الرئيس في الأول من يناير 2015 حينما وقف الرئيس عبدالفتاح السيسي في الاحتفال بليلة القدر ليدعو مؤسسات الدولة الدينية ممثلة في مشيخة الازهر ووزارة الاوقاف ودار الافتاء المصرية لتجديد الخطاب الديني، وأن يكون هناك فهما حقيقيا لكتاب الله، بما يتناسب مع العصر وليس حفظه فقط.
وفي احتفالية وزارة الأوقاف بميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم بقاعة مؤتمرات الأزهر، بنفس العام وجه الرئيس الدعوة للمرة الثانية لمشيخة الازهر قائلاً" إنتم والدعاة مسئولون أمام الله عن تجديد الخطاب الدينى وتصحيح صورة الإسلام، وسأحاججكم به أمام الله، الدنيا كلها منتظرة منكم ومنتظرة كلمتكم، والأمة دي بتضيع وضياعها بإيدينا إحنا".
لم يترك الرئيس حديثاً عاماً إلا وكان التجديد جزء منه، ففي حوار سابق لصحيفة "وول ستريت جرنال"، قال السيسي إن هناك مفاهيم وتصورات مغلوطة وخاطئة عن الإسلام الحقيقي.. وليس لدينا هذا الحق في التصرف باسم الله".
وفي الدورة الـ26 للجامعة العربية قال: "نحن في أمس الحاجةِ لتنقيةِ الخطابِ الديني من شوائبِ التعصبِ والتطرفِ والغُلُوِّ والتشدُّد"، وفي حديثه الشهري الثاني، أكد الرئيس عبدالفتاح على تجديد الخطاب الديني ثلاثة مرات وأكد أننا نحتاج في هذا الملف أن نتحرك بسرعة وفعالية أكبر، في مصر وكل العالم".
إلا أن المؤسسات الدينية تركت الملف دون تحرك ملموس مكتفية بإطلاق مركز للرصد والفتوى الإلكترونية وانطلاقة جديدة للبوابة الإلكترونية لتُواكب أحدث التطوُّرات التكنولوجية وبتصميمات جاذبة من شأنها تسهيل عملية التصفح، تاركين مناهج الأزهر التي تحتاج للتقنيح لتواكب الوسطية، كذلك تنقيح التراث الذي يحمل مراجع فقية للتيارات التكفيرية، ومواجهة خطر الزوايا، والتصدي لفتاوي التكفير والعنف.
الدكتور عمر حمروش أمين سر لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب كشف عن دعوته للجنة الشئون الدينية لإجراء حوار مجتمعي حول تجديد الخطاب الديني بداية دور الإنعقاد المقبل.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«الوطن»: تجديد الخطاب الديني فاصبح ضرورة ملحة في الوقت الحاضر، وللأسف المؤسسات الدينية المعنية تعمل كلاً علي حده، وهذا أمر خاطئ فنحن بحاجة لوضع ورقة عمل من قبل كافة مؤسسات الدين لتجديد وتصويب الخطاب الديني تكون قابلة للتطبيق علي اراض الواقع، وسيتم الإعداد لحوار مجتمعي حول تجديد الخطاب الديني خلال دور الانعقاد المقبل داخل البرلمان، يشارك فيه قيادات المؤسسات الدينية الرسمية والشخصيات العامة والمفكرين والمثقفين.
يذكر أن مجلس النواب عقد مؤتمر سابق بلجنة الشئون الدينية حول تجديد الخطاب الديني حضره الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية والدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء والدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية وقيادات برلمانية ودعوية أخري.
وقال حسين القاضي الباحث في الشئون الدينية: الخطأ الذي وقع فيه الجميع وتبعهم في ذلك عدد من المفكرين والمثقفين هو مطالبة قيادات المشيخة الحاليين بتطوير الخطاب الديني من أجل مواجهة التيارات المنحرفة، وموضع الخطأ أنه يجب مطالبة شيخ الأزهر بإبعاد المنتمين للإخوان والسلفيين أولا، ثم بعد ذلك ننتقل للمرحلة الثانية مرحلة تطوير الخطاب الديني، النقطة الأخرى أن المشيخة اليوم ليس فيها شخصية لها وجود ومكانة في البيئة العلمية وبين طلبة العلم، وينظر إليها على أنها مرجعية دينية في العلم والتربية، بل بعضهم يخطئ في اللغة العربية أخطاء فاحشة، ويستثنى من ذلك واحد أو اثنين مثلا.
وقال النائب محمد أبو حامد، مطالب الرئيس واضحة فمنذ توليه المسئولية ولديه إدراك تام لتأثير الدين، والنداءات الرئاسية للمؤسسات متكررة ولكن استجابة المؤسسات الدينية ضعيف جدا، وهو ما أصبح يهدد أمن وسلامة ومقدرات المجتمع، فالقيادة السياسية والمواطنين يطالبون بالتجديد والعالم أجمع، فلا ينظر أحد من الخارج للإسلام الا ونظره يتجه للأزهر، ولكن صورة استجابة المؤسسة الدينية غاية في الضعف.
وحول أسباب ضعف الإستجابة قال:" لأن الأمر لا يتجاوز المنشادات للتطوير فالمر اختياري ولا يوجد قانون ملزم، وقانون الأزهر الحالي لا يلزمهم بأي شيء، فمراجعة المناهج وتطوير الخطاب الديني لذا فالأمر يخضع للرأي الشخصي ومن الواضح أن الإمام الأكبر والمجموعة المحيطة به، مجموعة محافظة لهم رأي واضح أن الخطاب الديني يتطور وحده ولا حاجة لجهود منهم، فليس هناك قناعة للتطوير، أضف إلى ذلك، أن عدد من القائمين على الأزهر الأن متورطين في فكر الإسلام السياسي، وقد ثبت هذا بشكل قاطع، فالأزهر ليس دولة داخل الدولة وإنما مؤسسة من المؤسسات داخل دولة وعليهم أن يروا ذلك أمرا واقعا".
وحول تجديد الخطاب الديني قالت الدكتورة سعاد صالح رئيس قسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر:«الرئيس طالب مرارا بالتجديد حتى باتت معالم هذا التجديد غير واضحة من كثرة الحديث عنه وبات أمر مبهم، وبلا أثر، واتمنى أن نوضح الأمر بشكل أكثر ليعرف الجميع مهامه، كذلك أتمني معالجة الإلحاد، وأن يكون هناك مناظرات كبري ليرى الناس بأنفسهم ضعف وتهافت هذه الأراء وكونها أوهام لا تمت للواقع بصلة».