عم صلاح: «احنا عايشين فى خطر والمأمور قال اللى مش عاجبه يمشى»
صلاح
يجلس عم صلاح على كرسى أمام منزله دون حركة، بينما قدمه حبيسة «الجبس»، بعد سقوط نيران من الضغط العالى عليها تسببت فى حرقها، يقضى يومه فى تأمل الأسلاك التى تحاصر بيته وهى مرقعة بسبب وقوعها المتكرر، وكأن وظيفتها إيذاؤهم كل صيف: «احنا عايشين فى خطر والمأمور قالنا اللى مش عاجبه يمشى»، يعيش فى المكان منذ 30 عاماً لا يعرف غيره ولا يملك مالاً يوفر له سكناً أفضل فى مكان آمن، يتحمل الرعب الذى يسببه له الضغط العالى، يتجاهل صوته الحاد الذى يزداد ليلاً على أمل أن تتم إزالته: «طول الليل والنهار يزن ولما بيقع ما بيفرقش بين كبير وصغير زى القطر بيقضى على اللى بييجى فى طريقه».
يتذكر تلك الليلة التى كانت تسبق ليلة العيد بيومين، استيقظ من غفوته على صوت فرقعة، فتح الباب استقبلته كتلة نار حرقت قدميه بكل قسوة، وأخرى تسببت فى حرق وجه ابنه وجسده، من قبلها فقد زوجته لنفس السبب بعد تعرضها لورم خبيث بسبب الذبذبات الضارة الناتجة عن التيار: «البيت فضى عليّا أنا وابنى وآدينا عايشين نقاوم المرض». «كل حاجة فى بيتنا باظت وحياتنا ادمرت».. يقولها بكل أسى وهو يحبس دموعه: «أكل عيشنا هنا وملناش مكان غير هنا»، يحكى أن جيرانه تركوا منازلهم وغادروا بعيداً بعد حرقه بأكمله وتكسير أبوابه لإنقاذ الأرواح بداخله: «نفدوا بجلدهم بس احنا ممعناش نأجر بره ونسيب ملكنا»، يجلسون على كف عفريت يتحملون قطع الكهرباء المستمر والخطر الذى يحاصرهم على أمل أن ينجدهم المسئولون فى يوم ما.