"عبدالفتاح".. تخطى الـ70 عاما ويعمل بـ4 مهن: "رسالتي للشباب اشتغلوا"
عبد الفتاح سليمان عبده، الموظف فى التربية والتعليم سابقا ويبيع بويات وحدادي حاليا
وسط عبوات من "البويات" بمختلف أنواعها في محل صغير بمدينة بيلا في محافظة كفر الشيخ، يقف عبد الفتاح سليمان عبده، البالغ من العمر نحو 72 عاما متمسكا بكسب رزقه والإنفاق على أسرته رغم أنه خرج على المعاش من وظيفته منذ 12 عاما، لم يكل ولم يمل العجوز من العمل بل ما زال يعمل ويجتهد حتى الآن رغم بلوغه من العمر أرزله.
يستيقظ عبدالفتاح مبكرا ويتوجه لفتح المحل من الثامنة صباحا وحتى العاشرة مساءً، ويعمل أكثر من 14 ساعة في اليوم، حيث إن المحل مصدر رزق لأولاده الذين لم يتم تعيينهم حتى الآن، ويعمل معه نجله المهندس إبراهيم، والحاصل على بكالوريوس الزراعة عام 2003.
رسمت بورتريهات لـ"أم كلثوم وعبد الوهاب" وصافحت "السادات"
على مدار أكثر من 50 عاما عمل «عبد الفتاح» بأكثر من مهنة، حيث التحق بالتدريس عام 1968م، وأسس قسم الوسائل التعليمية في إدارة بيلا التعليمية، عام 1971م، وعمل في ذلك الوقت بعدة معارض في بيلا وكفر الشيخ، للوسائل التعليمية، وفي عام 1992م تم اختياره ليكون موجها للتربية الفنية والمجال الصناعي بالإدارة، حتى خروجه على المعاش عام 2005م، بدرجة مدير عام بالتربية والتعليم.
ورغم أنه كان شخصية مرموقة ومعروفة في وسط التربية والتعليم، إلا أنه لم يخجل من افتتاح محل لبيع الحدايد والبويات في عام 1986م، من أجل تحسن مصدر دخله الشهري، للإنفاق على أربعة من الأبناء ولد وثلاثة بنات، فضلا عن كتابة لافتات المحلات التجارية والأطباء والمحامين ورسم اللوحات الفنية والبورتريهات لمشاهير المجتمع، كـ«كوكب الشرق أم كلثوم، وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب»، وغيرهم، بالإضافة إلى مساعدة المعلمين بالمدارس المختلفة في رسم اللوحات الخاصة بالمواد الدراسية.
يقول عبد الفتاح: «أعمل بأربع مهن مختلفة منذ أكثر من 50 عاما، بدءا من عملي بالتربية والتعليم، وحتى عملي الخاص بمحل الحدايد والبويات، كما أنني جُندت في القوات المسلحة المصرية، وعملت رسام بالعمليات، وتعلمت الكثير، في تلك الفترة، وكانت من أسعد فترات حياتي.وأضاف: «أسست عدة معارض للتربية الفنية أثناء عملي بإدارة بيلا التعليمية في أوائل السبعينات، وكنت من مستقبلي بطل الحرب والسلام الرئيس الراحل محمد أنور السادات، أثناء زيارته لمدينة الحامول عام 1979م، حيث عرضت لوحاتي التي رسمتها عن معاهدة السلام، وأعجب الرئيس الراحل بلوحاتي وصافحني، وتم نشر الرسومات فيما بعد في مجلة صباح الخير عام 1987م».
وتابع «عبد الفتاح»: «لخبرتي في مجال الرسم والمجال الصناعي، افتتحت محل للحدايد والبويات بوسط مدينة بيلا في منتصف الثمانينات، لأولادي بإشراف مني عليهم،، يروي وأنا طالب بالمرحلة الإعدادية والمعلمين كنت أعمل بالجمعية الزراعية ببيلا بجانب دراستي، كما كنت أكتب لافتات المحلات التجارية والأطباء، والصيادلة والمحامين، وكنت من خلالها أدبر مصروفاتي وملابسى وكل ما أحتاجه أثناء الدراسة، وفي عام 2010م، أجريت عملية القلب المفتوح، في معهد ناصر بالقاهرة، إثر تعرضي لأزمة قلبية، وقد من الله علي بالشفاء.
وعن رسالته للشباب، قال: «وصيتي هي أن يحب كل شاب بلده مصر أولا، وأن يبحث كل شاب عن حرفة يحبها ويتعلمها بجانب الدراسة، وذلك لأن حرفة في اليد تغنى عن الفقر.
واستطرد حديثه، «القوات المسلحة مدرسة إعداد الرجال الذين يتحملون المسؤولية لرفعة وطنهم وهم الأعين الساهرة التي تحرس الوطن، ورحم الله شهدائهم الأبرار، ووفقهم للحفاظ على أمن وسلامة الوطن، وعلى كل شبر بل على كل حبة رمل في بلدنا مصر، وأتمنى أن يعود بى الزمان إلى الوراء 50 عاما لأتطوع في الجيش مرة أخرى وأقتص لكل شهداء الوطن» .