مع عدم وجود غلاف جوي أو مياه سائلة، يعتبر القمر مكان غير قابل للحياة، اليوم، ومع ذلك، يقول تقرير جديد إن للقمر قصتان عبر التاريخ، إذ من المحتمل وجود أشكال لحياة لغريبة هناك.
وباختصار، "إذا كان هناك مياه سائلة وجو مناسب عند بدايات تكون القمر لفترات طويلة من الزمن، فمن المعتقد أن سطح القمر كان قابلاً للحياة، على الأقل بشكل عابر"، حسب موقع "all that's interesting".
ووفقًا للتقرير الجديد الي نُشر في دورية "أستروبيولوجي"، 23 يوليو الجاري، يشير تحليل مواد قمرية مثل الصخور والتربة إلى أن الظروف على سطح القمر ربما كانت تدعم أشكال بسيطة للحياة بعد وقت قصير من تشكل القمر قبل حوالي 4 مليارات سنة، وأيضًا خلال فترة أخرى، قبل نحو 3.5 مليار سنة، عندما كان هناك ذروة في النشاط البركاني القمري.
ويعتقد العلماء أنه خلال هاتين الفترتين، كان القمر يقذف الغازات شديدة الحرارة من داخله، وأحد هذه الغازات هو بخار الماء، ويقترح الباحثون إمكانية أن يكون بخار الماء شكل بركاً من الماء السائل على سطح القمر.
ويقول ديرك شولز ماكوك، عالم الفضاء الفلكي في جامعة "واشنطن" الأمريكية وقائد الفريق البحثي المسؤول عن الدراسة: "إذا كان هناك مياه سائلة وجو مناسب عند بدايات تكون القمر، فمن المعتقد أن سطح القمر كان قابلاً للحياة، على ال
"أقل بشكل عابر"
وتوصل العلماء إلى هذا الاستنتاج بعد دراسة عينات من الصخور القمرية ومواد التربة، وتبين أن القمر ليس جافًا كما كان يُعتقد سابقًا، كما أنه استند إلى مهمة فضائية، عام 2010، اكتشف خلالها فريق دولي من العلماء مئات الملايين من الأطنان المترية من الجليد على سطح القمر.
وتظهر أدلة أخرى أن القمر في بداية وجوده كان محميًا بواسطة مجال مغناطيسي، إذا كان هناك في الواقع شكل من أشكال الحياة، وكان هذا المجال يؤدى مهمة حماية تلك الأشكال من الرياح الشمسية المميتة.
وبالإضافة إلى ذلك، افترض الباحثون أنه عندما تم تشكيل النظام الشمسي لأول مرة، ربما النيازك انطلقت من سطح الأرض وهبطت على سطح القمر (من المفترض أيضًا أن النيازك هي التي حملت أشكال الحياة الأولى لكوكب الأرض)، وكان يمكن للميكروبات التي تحملها تلك النيازك أن تعيش خارج برك المياه على سطح القمر بمجرد وصولها إلى هناك.
وأضاف شولز ماكوك: "يبدو الأمر وكأن القمر كان صالحًا للسكن في هذا الوقت، ويمكن أن تكون هناك بالفعل ميكروبات عاشت في برك المياه على سطح القمر حتى أصبح السطح جافًا وماتوا".
ولكن حتى لو حدث هذا، وحتى لو كانت البيئة القديمة للقمر جعلت من الممكن وجود حياة خارج كوكب الأرض، فلا يوجد دليل مباشر على ذلك، ومع ذلك، يعتقد الباحثون أنه في البعثات المستقبلية، يمكن لعينات من مناطق القمر، تعود إلى ذروة نشاطها البركاني، أن تقدم دليلاً على وجود الماء أو الحياة على سطح القمر بشكل أكثر تأكيدًا.
تعليقات الفيسبوك