عميد متقاعد بالجيش السوري يوضح دلالات هجوم "داعش" على "السويداء"
جانب من هجوم داعش في السويداء
قتل نحو 150 وأصيب العشرات بين مدنيين ومقاتلين موالين للحكومة السورية في سلسلة تفجيرات انتحارية نفذها تنظيم "داعش" الإرهابي في مدينة "السويداء" وريفها في جنوب سوريا، اليوم، قبل أن يشن هجوما شاملا في هذه المنطقة، وفق ما نقل "المرصد السوري لحقوق الإنسان".
ويسيطر الجيش السوري على كامل محافظة "السويداء"، ذات الغالبية الدرزية، التي بقيت خلال سنوات النزاع بمنأى إلى حد كبير عن المعارك العنيفة، فيما يتواجد مقاتلو تنظيم "داعش" في منطقة صحراوية عند أطراف المحافظة الشمالية الشرقية ينفذون منها بين الحين والآخر هجمات ضد القوات الحكومية.
في المقابل، سارعت قوات الحكومة إلى شن هجوم مضاد لوقف تقدم عناصر "داعش" في قرى ريف المحافظة الشمالي الشرقي. وأتت هجمات "داعش" في وقت يتعرض فصيل مبايع له منذ أيام لهجوم عنيف من القوات الحكومية في آخر جيب موجود فيه في محافظة "درعا" المحاذية لـ"السويداء".
وبحسب "المرصد السوري"، ومقره "لندن"، فإن 3 تفجيرات انتحارية بأحزمة ناسفة وقعت في "السويداء"، فيما وقعت تفجيرات أخرى في قرى في ريفها الشرقي والشمالي الشرقي قبل أن يشن التنظيم هجوما ضد تلك القرى، كما فجر انتحاري رابع نفسه في المدينة في وقت لاحق اليوم.
ولهذا الهجوم عدة دلالات بحسب العميد المتقاعد بالجيش السوري والمحلل العسكري علي مقصود، الذي قال في اتصال لـ"الوطن"، إن هذه الهجمات طبيعية ومتوقعة، ففي ظل تقدم الجيش السوري وانتصاره على قوى الإرهاب، ستدفع القوى الداعمة للإرهاب في سوريا إلى هذه الهجمات التي هدفها تعكير أجواء الانتصار.
وأضاف مقصود: "كلما انتصر الجيش كلما زاد الدعم للإرهاب، كما حدث في مناطق أخرى، ولكن الجيش السوري يتصدى لهم، ونتوقع تكرار هذا النوع من الهجمات في مناطق أخرى، كنوع من الانتقام من قبل ذلك التنظيم والقوى الداعمة له".
وتابع: "الجيش استعاد بعض القرى التي دخلها التنظيم في السويداء، في وقت يحاول التنظيم إيجاد موطئ قدم جديد له".
وأظهرت صور نشرها الإعلام الرسمي السوري من مدينة السويداء أشلاء على الأرض في مكان أحد التفجيرات، كما ظهرت جثة مرمية على درج إلى جانب جدار مدمر.
وفي وسط أحد الشوارع، بدت صناديق خضار محطمة على الأرض وسط بقع من الدماء، بينما اشتبكت قوات الجيش مع عناصر التنظيم الإرهابي، وفق وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا".
وقالت وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية نقلا عن مصدر ميداني، أمس، إن الجيش السوري استعاد السيطرة على قرى دوما وعراجة والكسيب وتل بصير بريف السويداء الشمالي الشرقي بعد ساعات من سيطرة تنظيم "داعش" عليها، مستعينا بالأهالي.
وأضاف المصدر، أن "الجيش السوري والأهالي يطوقون مسلحي داعش في قرية الشبكي بريف السويداء الشرقي، وأن أهالي قرية رامي في ريف السويداء الشرقي يشتبكون مع مسلحي داعش عند الأطراف الشرقية للقرية ويمنعونهم من دخولها".
يشار إلى أن تنظيم "داعش" فقد سيطرته على معظم الأراضي التي سيطر عليها عام 2014 في سوريا والعراق، إلا أن عناصره ما زالت حاضرة في جنوب غرب سوريا حيث تتعرض لغارات يقوم بها الجيش السوري والقوات الروسية، كما أن هناك خلايا نشطة في محافظة "إدلب" شمال غرب سوريا، و في صحراء العراق على الحدود مع سوريا.