رئيس «دار الأدباء»: «فيس بوك» وراء زيادة الفجوة
الدكتور يسري العزب رئيس نادى دار الأدباء
كان لثورة 25 يناير تأثير قوى فى حدوث بعض التغييرات فى حياة المصريين، وهو ما ظهر واضحاً فى ترتيب أولوياتهم، حيث أتت الحياة الثقافية فى ذيل اهتماماتهم، نتيجة لانشغالهم بنواحى الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وابتعدوا كل البعد عن القراءة والتطلع للمعرفة والعلم، معتمدين فى أغلب الأوقات على المعلومات العامة الجاهزة التى يتداولونها فيما بينهم أو على السوشيال ميديا، وآخر دراسة صادرة عن مركز دعم واتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، فى 2013، بعنوان «ماذا يقرأ المصريون؟»، رصدت أن عدد الأسر المصرية التى يقوم أفرادها بممارسة القراءة يقدر بنحو 2.2 مليون أسرة، وأكدت الدراسة أن 65% من الشباب يواظبون على القراءة ويهتمون بالكتب الدينية تليها العلمية، والتاريخية بنسبة 36%، و34% على التوالى.
«نسبة التلقى قلت بين المواطنين عن الأول وده حصل تحديداً بعد الثورة، كل حاجة تراجعت وتنازلوا عن الاهتمام بثقافتهم»، بحسب الدكتور يسرى العزب، رئيس نادى دار الأدباء، حيث انخفضت نسبة القراءة والاطلاع بين المواطنين إلى 40%، وهناك عدد كبير فقدوا متعة القراءة الورقية واتجهوا إلى قراءة الكتب الـpdf كنوع من التوفير والتسهيل: «ومش كل اللى بيمسك موبايل بيقرا pdf، فيه ناس بتلعب وناس بتقعد بالساعات على مواقع التواصل الاجتماعى، وأغلبهم لما تظهر معلومة قدامه بالصدفة يقراها عشان يريح ضميره ويبقى كده عنده كم من المعلومات العامة»، موضحاً أن أغلب القراء فقدوا المتعة الحقيقية للقراءة والتى تكمن فى تقليب صفحات الكتاب، وإمتاع العين بالقراءة الورقية، كذلك متعة القلب والعقل وهو يتخيل نفسه جزءاً من الرواية التى يقرأها: «القراءة اللى استحدثوها على الإنترنت دلوقتى يروحوا يحملوا أى حاجة، خليتهم مش حاسين بمتعة لأن الإيد مش بتلمس الورق ولا ماسكة الكتاب وياخدهم لرحلة خيالية».
«العزب»: نسبة البحث انخفضت لـ40% و«مركز المعلومات»: 65% من الشباب يقرأون
يعتبر «فيس بوك» أحد أهم المصادر التى أحدثت فجوة بين القراء وزيارتهم للمكتبات العامة، من خلال استخدامه لتلقى المعلومات المتداولة عليه، أو اللعب عليه وتقضية وقت الفراغ، ويقوم «يسرى» بعدة محاولات لجذب المواطنين، خصوصاً الشباب، إلى القراءة، وزيارة المكتبات باستمرار، من خلال إقامة ندوات أسبوعية بنادى دار الأدباء، تحث المواطنين على الاستفادة من أوقات الفراغ واستثمارها فى القراءة والبحث والمعرفة، والخوض فى الحياة الثقافية مرة أخرى، فهى ترفع من قيمة الفرد والمجتمع، وتجعلهم أصحاء عقلياً، وأصحاب قرارات حاسمة، وكذلك يقيم ورش وجلسات نقاشية بين الأدباء والقراء، يقومون فيها بتبادل وجهات النظر والخبرات، ونقد بعض الروايات والكتب التى قرأوها: «الندوات الجماعية اللى زى دى بتشجع ناس كتير إنها ترجع تقرا عشان تناقش غيرها ويكون لها رأى ومساحة أنها تعبر عن رأيها فى الكتب اللى فى إيديها».
العزب