الأحلام القاتلة.. حكم بالمؤبد لـ"حريف كورة" لتزوير شهادة ميلاده
كرة قدم
في شتاء عام 1995 وداخل منزل بسيط كائن بأحد شوارع حي الخليفة الشعبي بالقاهرة، وُلد الطفل "محمود"، في أسرة أقل من المتوسطة، لأب أم موظفين.
محمود المُولع بكرة القدم تراوده آماله وأحلامه لمستقبل أفضل باللعب في نواد عريقة، وكان يهرب من المدرسة ليلعب مع أقرانه بالشارع أو في أي مكان آخر، بعدما يقضي الليل كله في متابعة نجوم العالم ومحترفي الكرة على شاشات التلفاز.
أحلام كلها مشروعة، لكنه سعى لتحقيقها بطرق غير مشروعة، يمتلك الموهبة لكنه يفتقد الأهم منها وهو "الإصرار"، سلك طريقا كانت نهايته السجن المؤبد.
في 2015 بلغ محمود عامه العشرين، سأم اللعب في الشوارع ومراكز الشباب ويريد الالتحاق بنواد لها ثِقل واسم، يرى في نفسه موهبة، ينظر بالمرآة ويسأل نفسه: "هو اللي بيلعب في الزمالك والأهلي أحسن مني فى إيه؟".
ذات يوم فتح ناد شهير بابه لاختبارات لاعبين لينضموا لقطاع الناشئين، لم يجد محمود وأسرته بدا من اللجوء لطرق غير مشروعة من أجل قبول النادي أوراقه إلا التزوير، "فريدة" والدة محمود ووالده "عادل" شرعا في تنفيذ مخطط لإلحاق نجلهما بالاختبارات، لجأت إلى موظفة بأحد مكاتب السجل المدني، وتمكنت من استخراج شهادة ميلاد مزورة، وبدلا من إدراج إسم محمود في جداول اختبارات هذا النادي، أدرجوا أنفسهم جميعا في أوراق الجناية رقم 4028 لسنة 2015 جنايات الخليفة، كمتهمين بتزوير محرر رسمي واستعماله.
باشرت النيابة العامة تحقيقاتها بعد بلاغ تقدم به النادي لمباحث الأموال العامة، ثم أحالتهم للمحاكمة الجنائية، والتي عاقبتهم جميعا غيابيا بالسجن المؤبد، تقدم والد محمود ووالدته ورضا موظفة السجل المدني التي ساعدتم بطلب إعادة إجراءات محاكمة، وأُلقي القبض عليهم، بينما لاذ محمود بالهرب ولا زال حتى يومنا هذا.
محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار حسن أبوالوفا محمد، وعضوية المستشارين عبدالعزيز محمد حبيب، وعلاء الدين كمال إبراهيم، وسكرتارية أيمن عبد اللطيف وأحمد فهمي، نظرت القضية، وحجزتها للحكم بجلسة 2 أغسطس المقبل.
أيا كان الحكم الصادر ضد الثلاثة، فإن الحكم الصادر غيابيا بمعاقبة محمود بالسجن المؤبد يظل قائما، كونه هاربا لم يُسلم نفسه للعدالة.