«طارق» بائع الملابس أشار بـ«علامة النصر» فضربه الإخوان بـ«السنجة»
جلس طارق فاروق محمد 39 سنة، شاب من أبناء مدينة سنورس بمحافظة الفيوم، على سريره بقسم جراحة الرجال بالمستشفى العام، والدماء تملأ ملابسه ووجهه ورأسه، وتبدو على وجهه حالة من القلق والاندهاش مما حدث له، وما تعرّض له من ضرب بالعصى والحجارة على أيدى أنصار «الإخوان» المحظورة، كاد يودى بحياته. «طارق» بائع الملابس، وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال هم «إسراء» 9 سنوات، و«بلال» 4 سنوات، و«دينا» 5 أشهر، يروى أنه كان يستقل دراجته البخارية، وينقل بعض البضائع أمس الأول، بالقرب من منطقة تسمى بـ«الجب»، بمدينة سنورس، ثم توجه إلى شارع عبدالسلام عارف، وأثناء ذلك، وهو يتحدث مع أحد الأشخاص، كانت مسيرة لجماعة الإخوان «المحظورة» تجوب المنطقة، وهم يحملون إشارات «رابعة العدوية»، ويهتفون ضد الشرطة والجيش، ويطلقون عبارات مسيئة للرموز الوطنية، فلم يحتمل، فأشار بإصبعه بعلامة النصر.
يقول «طارق»: فجأة وجدت حوالى 7 أشخاص من المشاركين فى المسيرة، يعتدون علىّ، وردد أحدهم «يلا هو ده الواد اللى كان عايز يتخانق معانا فى الجب»، فسحب أحدهم عصا كبيرة وبدأ الاعتداء علىّ بالضرب، ثم ضربنى آخر بسنجة، وانهالوا علىّ جميعهم بالضرب بالعصى والطوب، وكانوا يريدون إجبارى على خلع البنطلون، وخلال ذلك جاء أحد أهالى المنطقة يطلق عليه «ابن العجوز»، وهو من عائلة كبيرة بالمنطقة، ووقف حائلاً بينى وبينهم، ليحمينى.
هكذا وصف «طارق» المشهد، ثم واصل قائلاً: هنا سقطت على الأرض مغشياً علىّ، وأنقذنى أحد الأشخاص، حيث نقلنى فى «توك توك» إلى مركز شرطة سنورس، وهناك طلبوا منى التوجه بأقصى سرعة إلى مستشفى سنورس المركزى، حيث تبين إصابتى بجرح غائر فى الرأس وقطع فى الشريان، وقرر الأطباء تحويلى إلى مستشفى الفيوم العام لخطورة حالتى. وقال «طارق»: لقد هدّدونى بقتل أبنائى، مما دفعنى لإبعاد زوجتى والأطفال عن منزلى خوفاً عليهم من بطش «الإخوان»، ويروى حسن عبدالظاهر تاجر مواشى، من أبناء مدينة سنورس، وهو شاهد عيان، والذى أنقذ «طارق» من بين أيدى «الإخوان»، أنه كان يقف فى شارع عبدالسلام عارف، وكانت مسيرة لجماعة الإخوان تمر من الشارع، وشاهد المجنى عليه، يشير بإصبعه بعلامة النصر خلال مرور المسيرة، وقال لهم «اللى بتعملوه ده مش هيجيب نتيجة.. ومرسى مش راجع تانى.. ويوقف حال البلد»، فوقعت مشادة كلامية بينه وبين أحدهم يُدعى «ربيع»، وتحول الأمر بينهم إلى مشاجرة، حيث دفعه أحدهم وأوقعه على الأرض، فضربه «طارق»، وتطور الأمر، ثم لاحقوه فى الشارع وضربوه بالعصى والطوب.