بائعو فوانيس الحاجة «أم عصام» أمام صورتها: «اللى خلف ما ماتش.. ودى أقل حاجة نعملها معاها»
اسمها باقٍ وتجارتها مستمرة، وعلى واجهة «الفرش» صورتها معلقة، تبرُّكاً بها وإشارة لبقاء روحها فى المكان، «السيرة أطول من العمر».. مثل شعبى يلخص حياة الحاجة «أم عصام»، التاجرة الشهيرة بالسيدة زينب، كانت متخصصة فى بيع الفوانيس ولعب الأطفال والحلويات، كل حسب موسمه، رحلت منذ أربع سنوات، ولا يزال أبناؤها والعاملون معها محتفظين بعهدها معهم.
«زينب الليثى» التى جاءت من قرية «القشيش» بالقليوبية لتقيم فى حى السيدة، لم يكن يعرفها الكثيرون، اختارت تخصصا وصنعت لنفسها مكانا فى سوق التجارة، وباتت هى وأولادها معروفين فى المنطقة، لديها من الصبيان عصام وسيد ومحمد ومن البنات أربع، الأبناء لم يقطعوا لأمهم عادة -حتى وهى متوفاة- ففى نفس مكانها بشارع السيدة يقع «فرش» أم عصام.. فى رمضان يبيع الفوانيس وفى الأعياد يبيع لعب الأطفال، وفى المولد النبوى الشريف أو مولد السيدة يغير نشاطه إلى بيع الحلوى بأنواعها، كما أوضح البائعون فى تجارتها.
«الغائبة الحاضرة دائما».. من أجل الإحساس بهذا المبدأ علق العمال والأولاد صورة «أمهم» على مائدة الرحمن الملاصقة لفرش بيع الفوانيس، ولإرشاد الناس إلى موقع تجارتها وبقائها. جمال إبراهيم، أحد العمال، يقول: «بنحس انها لسه عايشة وسطينا.. وكمان ليها زباين بتعرف الفرش وتيجى عليه من الصورة». «أم عصام» لم تعرف الجشع، واكتفت فى حياتها بـ«فرش» واحد فقط.
يؤكد البائعون فى تجارة الحاجة «زينب» أنها كانت تقيم مائدة رحمن سنويا وتخدمها بنفسها، من بعدها ينظمها أولادها ويشرفون عليها بأنفسهم، يوضح مؤمن: «الحاجة كانت تعمل المائدة دى على طبلية وحصيرة.. وبعدين قلبتها بصوان وترابيزات، وكانت هى اللى تقف عليها».
البائعون الثلاثة «جمال وصابر ومؤمن»، تربطهم بالمعلمة عشرة طويلة، «بنشتغل معاها من حوالى 15 سنة ما شفناش منها غير كل حاجة كويسة.. ودلوقتى بنشتغل عشان خاطرها برضو»، كان منهجها فى التعامل يعتمد على طيب المعاملة وحسن الخلق؛ وفقاً لصابر، العمال الثلاثة يمسكون بصورتها وينظرون إليها قائلين: «إحنا أولادها، زينا زى عصام ومحمد وسيد، لأن معاملتها معانا كانت فوق الكويسة»، مؤكدين أن البيع والشراء يسير كما تركته وأولادها لم يتدخلوا فى شىء. اعترافاً بمعروف وجمايل «أم عصام» يقول البائعون متمسكين بعملهم معها: «أقل حاجة نقدر نعملها معاها».