موجة الغلاء تغير ثقافة المصريين فى الشراء: الفاكهة بـ«الثمرة الواحدة» والحساب بـ«الميزان الديجيتال»
عادل
استبدلوا بالميزان الحديدى ذى الكفتين، الميزان الديجيتال الحساس، حيث قاموا بتحديث الطريقة المعتادة التى يستخدمونها فى البيع والشراء، وبدلاً من بيع الفاكهة داخل الأسواق بالكيلو، اتّجه العديد منهم إلى البيع بالواحدة، وذلك لمواكبة احتياجات السوق، تارة يلتزمون بذلك لتحقيق أرباح أكبر، خاصة مع ارتفاع الأسعار التى يقابلها ضعف فى الإقبال من جانب الزبائن، وتارة أخرى للتخلص من الفاكهة وعدم تعرّضها للتلف، فى ظل ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف، رافعين شعار «بنقلد الأجانب».
ضعف حركة البيع والشراء هو السبب الرئيسى الذى جعل عادل فوزى، بائع فاكهة فى منطقة العجوزة، يوافق على البيع بالواحدة ويغيّر طريقة البيع التى اعتاد عليها خلال 35 عاماً مضت: «الواحد عاوز يكسب، فمضطر إنه يهاود الزبون.. ده تغيير ثقافة، ولازم يحصل عند الكل علشان حركة السوق تمشى». يتبع «فوزى» هذه الطريقة مع بعض أنواع الفاكهة، مثل التفاح والموز والخوخ والأناناس والمانجو والبرقوق والرمان: «فيه زبائن بتكون عاوزة تعمل طبق سلطة فواكه مثلاً فبتاخد من كل حاجة كميات قليلة وأنا فى الآخر باعملها على الميزان وأتمنها.. وفيه زبائن تانية بيكون واحد عايش لوحده فبياخد على قد اللى يكفى احتياجه». وحسب قوله، توجد أنواع من الفاكهة يصعب فيها التعامل بالواحدة: «يعنى ماينفعش أبيع العنب والكريز بالطريقة دى فبابيع بأقل وزن موجود ربع وتُمن كيلو مثلاً». يجد «فوزى» فى هذه الطريقة تحقيق مكسب بالنسبة له: «طبعاً باكسب، وكمان البضاعة مش بتتركن عندى وتبوظ من الحر والشمس والرطوبة».
«بقينا بنتعامل زى الأجانب» جملة يعبر بها عن حالته، محمد الفيومى، بائع للفاكهة يعمل فى المجال منذ أكثر من 15 عاماً، حيث يعد هذا هو الموسم الأول بالنسبة له الذى يتعامل فيه بطريقة بيع الفاكهة بالواحدة: «الناس برضه عاوزة تفرّح أولادها، واحنا عاوزين نبيع.. دى حالة بقت عند زبائن كتير واللى ساعد على انتشارها ارتفاع الأسعار مؤخراً»، حيث يصل سعر التفاح إلى 8 جنيهات والتين إلى 12 جنيهاً والبرقوق إلى 15 جنيهاً والمانجو 20 جنيهاً والأناناس 10 جنيهات، وذلك للكيلو، حسب قول «الفيومى»: «السعر بالواحدة ماينفعش يكون محدد، لأنه بيختلف وزنه على الميزان الديجيتال، ممكن التفاحتين يوصل سعرهم لـ2 جنيه مثلاً وموزتين لـ2.5 جنيه».
يرى «الفيومى» أن ثقافة المصريين تغيرت من بعد موجة الغلاء الأخيرة: «الأول كانت الناس بتشترى أكبر من طاقة احتياجها، دلوقتى الوضع بقى مختلف وبقينا زى الأجانب، ده وضع لسه جديد فى المجتمع، لكن أتوقع إنه هينتشر».