مؤرخ عسكري إسرائيلي: "الموساد" و"آمان" ادعيا كذبا الحصول على خطة الحرب المصرية
قال المؤرخ العسكري الإسرائيلي داني آشير، في مقال له أمس بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، إن رئيسا جهازي المخابرات الإسرائيلية "الموساد" والمخابرات الحربية "آمان"، خلال حرب أكتوبر 1973، كذبا حين ادعيا أنهما حصلا على الخطة التي تحركت بموجبها القوات المصرية والسورية خلال الحرب وقبلها. وأضاف: "على عكس ما هو سائد من مزاعم رئيسي الموساد وآمان الأسبقين، فإن خطة الحرب المصرية والسورية المعدلة لم تكن في حوزتهما لا قبل ولا خلال اندلاع الحرب".
وأشار المؤرخ الإسرائيلي إلى أن ما لا يعرفه رئيس "آمان" الأسبق إيلي زعيرا، هو أن خطة الحرب المصرية تغيرت بعد توجيهات من الرئيس الراحل أنور السادات في أكتوبر 1972، وخلال أشهر يناير ومارس 1973، مضيفا: "تم تغيير الخطة تماما وتطويرها، وتم تخفيض مهامها، وأصبح هدفها الأساسي هو إنجاز انتصار عسكري كبير يتسبب في كسر حالة الجمود السياسي التي سادت في تلك الفترة، لإجبار إسرائيل على التفاوض من أجل السلام".
وتابع: "زعم رئيس الموساد تسفي زامير، أنه حصل على خطة الحرب المصرية ونقلها إلى جهاز المخابرات الحربية، إلا أن الحقيقة غير ذلك. ولكن المعلومات التي حصلت عليها تؤكد أنهما لم يحصلا على الخطة المصرية لا في أكتوبر 1972، حين بدأ تطوير الخطة وتغييرها، ولا حتى في فبراير 1973 حين زعم (زامير) و(زعيرا) أنهما حصلا عليها".
وأشار "آشير" إلى أن الخطة المصرية لم تكن معروفة حتى لدى "زعيرا" أو رئيس قسم الأبحاث بجهاز الاستخبارات الحربية، حتى بعد الحرب بسنوات عديدة، حيث إن "السادات" تعمد تغيير الهدف الأساسي من الخطة نفسها وليس مجرد مراحل تنفيذ الخطة، وأضاف: "إن كان الموساد حصل على الخطة المصرية بالفعل، لكان أدرك أن المصريين لم يكونوا ينوون نقل الكتائب المدرعة إلا لمساعدة كتائب المشاة على أطراف الجسر الذي صنعوه لعبور قناة السويس، كانت هذه هي الخطة المصرية بعد أن حصل قادة الجيش المصري على توجيهات من (السادات) شخصيا بالعمل بناءً على قدرات الجيش المصري"، لافتا إلى أن الدليل الأبرز على صحة حديثه، هو القرار رقم 41 للفريق الراحل سعد الدين الشاذلي، والذي صدر في مارس 1973 –أي بعد شهر من لقاء "زامير" و"جولدا مائير" لإطلاعها على الخطة التي حصل عليها- والذي نص على أن كتائب المشاة فقط هي من تعبر القناة وتؤسس لها جسرا بعمق 8 إلى 12 كم، وهو ما لم ينقله العميل أشرف مروان حينها لأي شخص في القيادة الإسرائيلية.