أبرزها دعم الدولة.. فلاحون يقترحون حلولا لمواجهة زيادة سعر الأسمدة
نقيب الفلاحين
زيادةٌ جديدةٌ في أسعار الأسمدة أقرتها وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، بواقع 90 جنيه للطن الواحد، ليرتفع سعر طن اليوريا من 3200 جنيه وحتى 3290 جنيه، ويصل طن النترات إلى 3190 جنيه بعد أن كان 3100 جنيه، ليرتفع سعر الشيكارة بواقع 4.5 جنيه.
"الوطن" تواصلت مع بعض من ممثلي الفلاحين لمعرفة تأثير ارتفاع السعر عليهم، وكيفية تعاملهم معه حيث قال حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، إن المشكلة الرئيسية أن الزيادات التراكمية رفعت سعر الأسمدة أكثر من الضعف، مؤكدًا أن هذه الزيادات أثقلت كاهل الفلاح خاصةً بعد ارتفاع سعر السولار بشكل كبير، واصفا الزيادة الأخيرة بـ"القشة التي قصمت ظهر البعير".
الزيادات التراكمية رفعت سعر شيكارة السماد من 75 جنيها إلى 164.5 جنيهًا خلال عامٍ واحد، حسبما أكد أبوصدام لـ"الوطن"، موضحًا أن السعر يصل في السوق السوداء التي يلجأ لها الفلاح نتيجة عدم توافر الأسمدة في الجمعيات الزراعية يصل إلى 280 جنيهًا للشيكارة، ويصل الطن فيها إلى 5600 جنيه.
وأضاف نقيب الفلاحين أن البدائل المقترحة للسماد الكيماوي مكلفة بشكلٍ أكبر، فالسماد العضوي حالة الاعتماد عليه بشكلٍ كامل وليس جزئي، يقلل إنتاجية الأرض إلى النصف تقريبًا وهو ما يرفع الأسعار بشكلٍ كبير، والري بالتنقيط الذي يوفر الأسمدة يكلف الفدان من 10 إلى 15 ألف جنيه لتوفير المواسير والخراطيم.
وطالب أبو صدام الدولة بدعم الفلاح بشكل حقيقي بإعادة هيكلة منظومة الدعم، بحيث لا يذهب أغلبه للمزارعين الذين يمتلكون مساحات واسعة من الأراضي، مؤكدًا على ضرورة توفير البنك الزراعي المصري قروض ميسرة بدون فوائد للفلاحين لتجهيز الأراضي للري بالتنقيط.
عبدالنبي أبو دميس، كبير مزارعي البحيرة، أكد أن سعر شيكارة السماد في السوق السوداء في البحيرة يصل لـ 260 جنيهًا، وبعد ارتفاع سعر السولار أصبحت تكاليف الزراعة عالية جدًا بشكل يجعل الناتج لا يغطي التكلفة مع السعر الرخيص الذي تحدده الحكومة للمحاصيل.
وأضاف أبو دميس لـ"الوطن" أن السماد العضوي "السباخ" لا يعتبر حلًا عمليًا لتقليل استخدام الكيماوي، خاصةً في زراعة الأرز لأنه يفسده ويجعل "الدودة" تقضي عليه، إلا أنه يمكن استخدام "السباخ" في حالات محدودة مثل الذرة لتقليل استخدام السماد الكيماوي.
الري بالتنقيط أصبح هو السائد في البحيرة أساسًا، وفقًا لكبير المزارعين، موضحًا أنه حتى مع استخدامه تصبح تكلفة السماد عالية جدًا بعد الزيادات المتكررة في العام الأخير، موضحًا ان السعر الرسمي لشيكارة السماد المدعم يرتفع حتى 173 جنيه عند وصوله ليد الفلاح، مع عدم توافره في الجمعيات من الأساس.
مخصبات التربة قليلة السعر، يمكن أن تقلل استخدام السماد العضوي، وفقًا لعنتر أحمد كبير مزارعي بني سويف، موضحًا انه يمكن استخدامها في التربة قبل الزراعة أثناء حرث الأرض وتجهيزها وتقليبها، أو بعد زراعة المحصول مع الري.
وأكد عنتر لـ"الوطن" أن السماد العضوي "السباخ" لا يغني حاليًا عن الأسمدة الكيماوية لأنه يحتاج لفترات راحة للتربة بين المواسم الزراعية لتقليبه مع الحرث أكثر من مرة، وهو ما كان يحدث قديمًا ويسبب "تبخير" التربة فتصبح غير محتاجة للأسمدة الكيماوية، أما حاليًا فالمواسم الزراعية أصبحت متلاصقة والمحصول يُزرع فوق الآخر، مما يجعل الحاجة للكيماوي ضرورية.
وأوضح كبير المزارعين أن اللجوء للري بالتنقيط مكلف في حد ذاته، كما أنه تُوضع كمية محددة من الأسمدة في المواسير مع مياة الري، مما يجعله غير مؤثر في تقليل استخدام الأسمدة الكيماوية من عدمه، مؤكدًا على ضرورة دعم الدولة للفلاح ورفع أسعار المحاصيل بشكل يعوض تكاليف الزراعة المرتفعة.