جنازة شعبية لأستاذ «التقريب بين المذاهب».. و«الأزهر»: كان ينشر علمه بين الناس.. و«مواطنون»: فتح بابه للجميع
المئات يشيعون جثمان الشيخ محمود عاشور عقب صلاة الجنازة
شيع الأزهريون، اليوم، الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر الأسبق، الذى وافته المنية، أمس، عن عمر يناهز 75 عاماً، وسط حضور كثيف لقيادات المشيخة، حيث شارك بصلاة الجنازة الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، والدكتور محيى الدين عفيفى، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، والدكتور محمد أبوزيد الأمير، الأمين العام لبيت العائلة المصرية، وسفير ماليزيا، ولفيف من طلاب الأزهر وأساتذة الجامعة والطلاب الوافدين وعدد كبير من المواطنين.
وخيّم الحزن على الجنازة، حيث بدا وكيل الأزهر الحالى فى حالة بكاء شديد، وقال لـ«الوطن»: «كان رحمه الله عالماً ينشر علمه بين الناس، اسأل الله أن يتغمده برحمته، ويُلهمَ أهله الصبر والسلوان»، فيما قال الدكتور أحمد عمر هاشم «إن الأمة الإسلامية فقدت علماً بارزاً من أعلام الأزهر الشريف، أفنى عمره فى خدمة الإسلام والمسلمين، وبذل جهداً واضحاً فى محاولات التقريب بين المذاهب الإسلامية».
وأضاف لـ«الوطن»، الفقيد -رحمه الله- ترك تراثاً علمياً ضمَّ خلاصة خبراته الطويلة وجهوده الكبيرة فى التقريب بين المذاهب الإسلامية وتطوير التعليم الأزهرى، وكان رحمه الله عالماً سلسلاً سهلاً طيباً محبوباً من الجميع، دونما استثناء من شدة رقته وطيبته.
ونعى الدكتور محمد مهنا، مستشار شيخ الأزهر، الفقيد قائلاً: «ننعى بمزيد من التسليم والرضا بقضاء الله وقدره الشيخ محمود عاشور، وأسأل الله أن يتغمده برحمته فقد كان أزهرياً مخلصاً».
وقال الدكتور أحمد تُرك، مدير إدارة تدريب الأئمة بوزارة الأوقاف: «كان شيخى ومعلمى، فقد تعلمنا منه القوة فى الحق، ولين الجانب ومساعدة الناس دونما تمييز»، وأضاف: لم يكن يرد طلباً لأحد من شدة حيائه، وكان بابه مفتوحاً للجميع، فقد كان علماً أزهرياً تنويرياً كبيراً، وأستاذاً ورائداً فى التقريب بين المذاهب.
وقال عبدالغنى هندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية: «كان عاشور من أبرز وكلاء الأزهر فى الفترة الأخيرة، فهو ينتسب إلى مدرسة الشيخ محمود شلتوت، شيخ الأزهر الأسبق، وهو أحد أبرز علماء الأزهر الشريف، وكان الرئيس السابق لدار التقريب بين المذاهب الإسلامية بمصر، واستمر فى التقريب بين المذاهب بعد تركه منصبه وكيلاً للأزهر، حيث أصبح عضواً بالمجلس الاستشارى الأعلى للتقريب بين المذاهب بالمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإسيسكو). وكان الفقيد كذلك عضواً فى مجلس علماء ماليزيا الاستشارى، ونائب رئيس جمعية الصداقة المصرية الماليزية».
«هاشم»: «عاشور» عالم أفنى عمره فى خدمة الإسلام.. و«تُرك»: علمنا القوة فى الحق ومساعدة الناس
وأولى «عاشور» كذلك ملف «التقريب الإسلامى المسيحى» اهتماماً خاصاً، فكان مقرباً من الجميع ونقطة لقاء ولا يختلف اثنان على إخلاصه لوطنه ومجتمعه، كما أولى اهتماماً لملف «الإسلام السياسى» ومواجهته، فقد واجه الإخوان والسلفيين بشراسة وقوة لم نعهدهما على الأزهريين جميعاً، فكان حجر عثرة حقيقياً فى طريق الإخوان وقت حكمهم.
وشهدت صلاة الجنازة بالجامع الأزهر الشريف زحاماً شديداً حيث شارك المئات من المواطنين العاديين فى الصلاة وحمل الجثمان.
وقالت أم محمود، إحدى المشاركات فى الجنازة: «أسكن فى الزيتون وكنت وأبنائى فى التعليم الأزهرى، وكنت أذهب للشيخ محمود عاشور للشكوى من أى شىء، وأجد بابه مفتوحاً دائماً، ولم يمل يوماً من سماع شكاواى، وكان يحلها جميعاً، وهو ما جعلنى أشارك فى الجنازة للترحم عليه وشكره على ما قدمه للمواطنين ولأبناء الأزهر، فقد كان نعم المسئول».
من ناحية أخرى، أصر سفير ماليزيا على تقديم واجب العزاء لقيادات الأزهر، وشوهد السفير وهو يجرى خلف الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، لتعزيته، حيث ناداه وعرفه بنفسه، ما دفع «شومان» للعودة له ومصافحته، وتقبل واجب العزاء منه.