لجأت مدينة الغردقة إلى تخفيف الضغط على شبكات الصرف الصحي وتوفير نحو 40% من المياه، بتفيذ تجربة استخدام "المياه الرمادية" الناتجة من معالجة مياه الاستحمام "البانيو" ومياه الغسيل بالمنازل، والأخرى الناتجة عن غسيل الخزانات الرئيسية ومياه المجارى، فى غسيل ونظافة الشوارع وري الحدائق.
وبدأت المحافظة، الفكرة، بتركيب وحدات معالجة المياه الرمادية، مستقلة بالمنازل، لإعادة استخدامها في ري المسطحات الخضراء ورش الشوارع بالمدينة السياحية، لتكون أول نموذج متميز للفكرة ليجري تعميمها على باقى المناطق السكنية.
وتمر عملية استخدام المياه الرمادية بـ3 مراحل، تبدأ بوحدة فصل الزيوت والدهون والمواد المستخدمة فى التنظيف ووحدة ترشيح المياه الرمادية بواسطة الحصى والرمل والفحم والوحدة الأخيرة خاصة بتخزين المياه المرشحة تمهيدا لاستخدامها وفقا لما تقدم ذكره، وذلك عبر سيارات مجهزة لتنفيذ التجربة.
ومن جانبه، قال الدكتور ضياء السيد، خبير الموارد المائية، إن هناك "كود" مملوك لاستخدام المياه الرمادية في جميع الأغراض، بما في ذلك "الشرب والطهي وزراعة المحاصيل"، موضحا أن هذا يتوقف على درجة المعالجة لتلك المياه ومدى نقائها.
وأضاف أن هناك العديد من الدول التى تلجأ إلى المياه الرمادية وخاصة التى تعانى عجزا في كميات المياه، ففي سنغافورة يجري استخدامها في الشرب ويطلقون عليها New Water.
وتابع أن علمية تكرار المياه الرمادية واستخدامها في الشرب يحتاج لتكلفة مالية عالية، ومعدات ثقلية، تتوقف على الاستثمارات ومعدلات إنفاق كبيرة، فهي ليست اختراع، وقد تجري بأدوات تكنولوجية بدائية كانت موجودة منذ عهد محمد علي.
واستطرد أننا دائما نلجأ للحلول السهلة بدون تفكير، فبالأعتماد على المياه الرمادية يمكن حل أزمة المياه في مصر، وزراعة المحاصيل المتنوعة، بما في ذلك محصول الأرز الذي يحتاج إلى كميات كبيرة من المياه، فضلا عن أنها توفر للنباتات العناصر الغذائية من الأسمدة التي يحتاجها وتقلل المصروفات بطريقة غير مباشرة بتقليل الفواتير.
وحذر ضياء من الكيماويات التي تحتوي عليها المياه الرمادية المسببة للأمراض والمقاومة للحرارة، والذي يرجع مصدرها إلى "الشامبو والصابون والأصباغ ومواد التنظيف"، مشددا على أن تجري معالجة المياه في أسرع وقت ممكن، لأنها تتعفن "حال تخزينها وركودها لفترات طويلة".
تعليقات الفيسبوك