المواقف العشوائية.. بؤر الفوضى فى قلب العاصمة
المواقف العشوائية.. بؤر الفوضى فى العاصمة
للازدحام المرورى أسباب، لعل أبرزها وقوف سيارات الأجرة وسط الشوارع، دون احترام لقانون المرور، ما يؤدى إلى أزمة فى السيولة المرورية، وغير هذا فإن بعض هذه السيارات لا تحمل لوحات معدنية وغير مرخصة، والبعض الآخر دون زجاج. «الوطن» تتبعت ظاهرة المواقف العشوائية فى محافظة القاهرة، لمعرفة سبب الأزمة، وطرق التغلب عليها، ورصدت مخالفات عديدة لسائقى السيارات، ما بين سيارات متهالكة ووقوف عشوائى يعوق حركة الشوارع، وإهمال من جانب المسئولين من حيث التفكير فى حل للأزمة، من جانب آخر، ربما لا يشعر المواطنون بخطورة هذه المواقف لاستفادتهم من وجودها، لكن هذه السيارات تمثل خطورة كبيرة، لأنها جزء من أزمة المرور، كما يسهل استخدامها فى العمليات الإجرامية لأنها غير مرخصة.
العشرين والألف مسكن: عربات متهالكة.. وسائقون «تحت السن»
فى شارع العشرين بمنطقة عين شمس تقف السيارات والأوتوبيسات بشكل عشوائى على جانبى الطريق ما يشكل أزمة كبيرة فى المرور بتلك المنطقة، حيث إن مساحة الشارع صغيرة ولا تتحمل وجود سيارات بهذا الشكل، والأدخنة المتطايرة تتسبب فى كارثة للصيدليات فى المنطقة بحسب الدكتور أحمد إبراهيم، صيدلى، ٢٦ سنة: «العربيات دخانها عامل لينا مشاكل صحية خطيرة جداً، ده غير إن وجودها بالشكل ده بيخوف الناس تدخل الصيدلية، وده بسبب الخناقات المستمرة طول الوقت، وطبعاً مفيش يوم بيعدى من غير خناق، سواء بقى خناق مع بعض أو مع أصحاب العربيات التانية، وكمان اللى مسبب أزمة كبيرة فعلاً، إن العربيات دى بتقف غلط أصلاً لأنها مش بتقف موازية للرصيف، لا دى بتقف بشكل عمودى وده لأن فيه أوتوبيسات كبيرة بتقف فى الشارع فبتسده، وده من ضمن أسباب الأزمة».
ويضيف: «من أكتر الحاجات اللى مش عاجبانى فى الموضوع ده إن فيه سائقين أطفال عمرهم أقل من ١٥ سنة، دول يشيلوا مسئولية أرواح ناس إزاى، ده هو أصلاً مش قادر يشيل مسئولية نفسه، والغلط برضه فى الناس لأنها مفروض متركبش، لما تلاقى عيل فى السن ده بيسوق بيهم، لكن محدش بيدور ولو حصل كارثة هيقولوا ياريتنا، أنا عن نفسى عمرى ما ركبت العربيات دى، لأنى بخاف منها، ده غير إنها قديمة وتعتبر قطع غيار».
مواطنون: «العربيات دى خردة وسمعنا إنها بتيجى من الصعيد علشان تتعمل قطع غيار.. وتعبنا من كتر ما قدمنا شكاوى ومفيش حد بيسمع لنا»
«تعبنا من كتر ما قدمنا شكاوى ومفيش حد بيسمع لنا».. قالها أحد البائعين ويدعى محمود عبدالرحمن، ٣٩ سنة، عامل فى محل موبايلات، حيث أبدى دهشته مما يسببه هذا الموقف العشوائى من اختناق فى الشارع وعدم القدرة على السير بشكل طبيعى، يقول: «العربيات دى خردة، سمعت إنها بتيجى من الصعيد والأرياف، فبتكون خارج الخدمة فى بلدها، وملهاش رخصة، فصاحب العربية بيبيع نمرها، ويتبقى شوية الصاج، فبدل ما تتكهن وتتعمل قطع غيار، بيشغلوها عربيات تنقل أرواحنا»، ويضيف: «من وجهه نظرى فيه مليون حل للعربيات دى، أول الحلول دى إنهم ينقلوها موقف الجبانة، أو الجمعية الزراعية، على الأقل الشارع يهدأ شوية من الدوشة دى، لكن أنا مش هنكر إنى مستفيد من وجودها بالشكل ده، علشان بتجيب لى زباين للمحل، لكن ده مش معناه إنى هزعل لو اتنقلت، بالعكس هبقى مبسوط جداً، لأن محدش يفرح بحاجة غلط».
تلك السيارات المتجهة من شارع العشرين إلى منطقة الألف مسكن متهالكة ولا تصلح للاستخدام الآدمى، حسب أحمد عبدالكريم، ٦٥ سنة: «العربيات دى مفيهاش أى حاجة سليمة، مفيهاش زجاج خلفى فبدلاً من الزجاج توجد ملاية موضوعة علشان تكون مكان الزجاج المكسور، ده غير إن الكراسى مصنوعة من جلد قديم كله حشرات وأتربة، أنا بشبهها بعلبة السردين لأنى فعلاً بحس إنى راكب علبة سردين مش عربية نقل ركاب، الاستهتار وصل بينا لشىء مرعب، عيال مكملتش ١٤ سنة بتسوق بينا، وعربيات خردة مفيهاش حتى زجاج، ده حتى الطريق مش مظبوط أصلاً، وكله مطبات وحفر، وكل ده كوم وموضوع إن العربية مفيهاش لوحات معدنية كوم تانى خالص، وكمان العربيات بتقف فى شارع العشرين اللى هو أصلاً عرضه ميكملش ٤ أمتار، يعنى العربيات دى معطلة الطريق ومخليانا مش عارفين نشتغل».
ويضيف: «الموقف ده بيأثر على شغلى وده لأن الزبون لو معاه عربية مش بيعرف يركن قصاد المحل، وبسبب الموقف ده الناس بتخاف تركن بعيد عن المحل، فلو لاقى زحمة قدام المحل بيسيبنى ويمشى، وهو عنده حق يخاف ينزل ويسيب عربيته، السواقين هنا ألفاظهم مش كويسة، وخناق على طول، ومفيش حد بيراعى إن ده محل أكل عيش، أنا أوقات كتير باجى ألاقى عربيات راكنة قدام المحل بشكل مستفز، لكن هتكلم أقول إيه بس، يعنى هما المسئولين مش هيفكروا فينا بقى، ويحاسبوا الناس دى، أو على الأقل يعملوا لهم موقف ويشوفوا موضوع اللوحات المعدنية ده، لأن ده موضوع خطير جداً، مهو متجيش تقول لى فيه خطف أطفال وسرقة، وانت سايب العربيات دى اللى ممكن لو عربية منها عملت مصيبة ولا حد هيعرف يجيبها أصلاً».