«العيدية» لا تفسد للفرحة قضية.. قَلِّل من الفلوس واوفى
طفلان يحصلان على «العيدية»
اجتمعت الأسر فى أول وثانى أيام العيد، تبادلوا الزيارات العائلية ثم الترفيهية، كل طقوس الاحتفال بالعيد سارت ككل عام، فيما عدا «العيدية»، فالكثير ممن كانوا يوزعون الأموال الجديدة على أطفال الأسرة والجيران، ليرسموا حالة من البهجة والسعادة على الوجوه، قرروا تخفيض الميزانية المخصصة للعيدية قدر الإمكان أو إلغاءها بحسب الإمكانيات والمصاريف المتوافرة لديهم.
«الكلام ده كان زمان.. دلوقتى مش كل الناس تقدر توفر العيدية لأطفال العيلة، أنا اقتصرتها على بناتى بس»، كلمات أيمن محمد إسماعيل، موظف فى القطاع الخاص، ولديه ابنتان، مؤكداً أن فائض الأموال لا يكفى لتوزيع «العيدية».
«العيدية» التى وزعها «أيمن» على ابنتيه لم تكن ككل عام بل مجرد عيدية رمزية، حتى يرى البسمة على وجهى ابنتيه: «العيدية فى أضيق الحدود، بدل ما كنا نوزع 30 و50 جنيه، لأ كل حد ياخد 5 جنيه بس، علشان مانقطعش العادة الجميلة مش أكتر».
فى السنوات السابقة، كان «أيمن» كغيره يسعى للبحث عن أموال جديدة من أجل توزيع «العيدية»، لكنه لاحظ اختفاء تلك العادة هذا العام: «محدش بقى يسأل، ده زمان كان فيه ناس مانعرفهاش يوزعوا فلوس جديدة على العيال فى الشارع، دلوقتى مفيش إمكانيات».
قرر محمد حنفى، موظف، تقليل ميزانية «العيدية»، حيث أهدى كل فرد من أولاده الأربعة مبلغ عشرة جنيهات فقط، وهى نسبة أقل مما أهداه لهم العام الماضى: «العيدية السنة دى فى أقل الحدود، علشان العادة بتاعة توزيع العيدية تفضل موجودة مش أكتر، ومش مهم المبلغ يكون كام».
قبل العيد قام صبحى عبدالسلام، صاحب ستوديو تصوير، بحساب الميزانية المخصصة للعيدية التى سيقوم بتوزيعها على أطفال العائلة الـ6، وقرر ألا تزيد عيدية الطفل عن 15 جنيهاً، ولا تقل عن ٥ جنيهات: «الميزانية ماتسمحش إلا بكده».
الحفاظ على «العيدية»، ورؤية الابتسامة على وجوه الأولاد، هما اللذان دفعا «صبحى» إلى توزيعها حتى لو كانت رمزية: «عادة من زمان، السنة دى هتكون رمزية، على قد الموجود، العيال هتفرح بأى حاجة ومقدرين إن الدنيا غالية، وفاهمين إن الفكرة مش العيدية كام، لكن إنها نوع من أنواع الفرحة».