"العصير في رمضان ثواب".. "أنور" يقدم "القصب" مجانا وبنصف الثمن
أنور داخل محله
مائدة إفطار تقع على بعد خطوات من محله، يراقب فيها الناس بعد آذان المغرب وهم يتناولون وجبات الإفطار، وأمامهم صنوف طعام مختلفة وبعض العصائر، ليقرر أن يوزع على كل الصائمين من عصير القصب الذي يخرج من محله مجانًا لتلك المائدة، وأن يقدم خصمًا 50% طيلة شهر رمضان على العصير.
منذ أشهر افتتح أنور سمير، محل يقدم العصائر وعلى رأسها القصب، ولأن الشاب يرغب في تقديم عمل خيري طيلة الشهر، لم يجد أمامه سوى المشاركة فى تلك المائدة من خلال العصير الذي يقدمه، ويستعد له كل يوم قبل لحظات من الإفطار، فيعصر أعدادًا كبيرة من القصب ويضعها فى أكواب ثم يقدمها للمائدة.
"دى حاجة لله، قلت أعملها فى رمضان عشان ربنا يكرمنى بقية السنة".. يحكي الشاب الذي يعتبر لحظة شرب الصائمين من عصير القصب الذي يقدمه أفضل اللحظات التى يمر بها في يومه كله.. "العصير بنجهزه على الفطار على طول، عشان لو قعد كتير هيبوظ مننا، وأنا مكنش قدامى حاجة أقدمها غير العصير على الفطار". قالها ذو الـ23 عامًا، والذي أتى من أسيوط للقاهرة للعمل بها ثم افتتح محله بعد ذلك سريعًا، غير أن تقديم العصائر للمائدة لم يكن الأمر الوحيد الذى قدمه فى رمضان.
بيع العصائر فى رمضان أمر له ربحه وخسارته، فمن ناحية تكون الأعداد التي تأتي إلى المكان قليلة جدًا فى الصباح، ومع دخول المساء تزيد الأعداد تدريجيًا ليتحول المكان إلى شعلة نشاط، غير أن وجود كثير من المحال والفرش والتروسيكلات التي تبيع العصائر تضعف البيع، ولذلك قرر الشاب أن يقدم خصمًا قدره 50% على العصائر في رمضان، ليكون الأمر دعاية له وثواب أيضًا.
"البيوت بتبقى مليانة خير سواء أكل أو عصير، فلما أعمل خصم يبقى ضمنت زبون طول الشهر، والكوباية اللي بـ5 جنيه تبقى بـ2 جنيه ونص، والعصاير التانية نفس الكلام باختلاف السعر".. أعداد زوار المحل عقب الإفطار زادت، والعمل أيضا داخل المكان امتد لساعات زيادة، وأصبحت الدعاية للمكان بالألسن لا بالملصقات: "الناس لما بتتكلم مع بعض بتجيبلي شغل أكتر من الأول".