معهد ناصر: «صراخ» مستمر بـ«الطوارئ».. و6 عمليات للمصابين
أصوات سيارات الإسعاف لا تكف عن العويل على مدخل الطوارئ بمستشفى معهد ناصر، تعلن فى كل مرة قدوم حالة جديدة من المصابين فى الهجوم على كنيسة الوراق، دقائق تمر يتوافد بعدها العشرات من الأهالى، كل بطريقته الخاصة، قله منهم تأتى بسياراتها الخاصة، بينما التوك توك والمواصلات العامة من نصيب أغلبية القادمين إلى مبنى الطوارئ، خلف بوابته الحديدية، يسيطر عليها 5 من رجال الأمن بالمستشفى، يعبر منها المصابون برفقة شخص واحد من أهله، بينما يصطف السواد الأعظم منهم خلف البوابة، فى انتظار خبر يطمئنهم على ذويهم، الذين يخضعون لعمليات جراحية داخل غرف العمليات.
فقد وصل إلى المعهد 9 حالات، 2 منهم حالتهما مستقرة، و6 حالات أخرى خضعت لعمليات جراحية طول ساعات ليلة أمس الاثنين، بالإضافة إلى حالة الطفلة مريم التى صعدت روحها إلى السماء فى السادسة من صباح أمس، وفقاً للدكتور عماد الدين الحديدى، نائب رئيس المعهد، المسئول عن الفريق المعالج لضحايا حادث كنيسة الوراق.
محمد إبراهيم على، عمره 17 عاماً، يعمل فى ورشة يمتلكها والد العروس، مقيم بمنطقة بولاق الدكرور، شاب مسلم جاء للكنيسة يوم الحادث استجابة لدعوة صاحب الورشة التى يعمل بها، الذى وجّه الدعوة لجميع العاملين معه لحضور حفل زفاف ابنته: «إحنا بينا عيش وملح وأكتر من الأهل»، على حد تعبيره، وبمجرد وصوله إلى قاعة الأفراح داخل الكنيسة، وجد بها فرحا آخر، فاضطر إلى الانتظار فى الخارج مع جميع أصدقائه والعاملين معه فى ورشة الحدادة، لحين ابتداء الفرح الذى جاء من أجله، ليصاب بطلق نارى فى البطن، ينقل على أثره إلى المستشفى، بسخرية يضحك «محمد» قائلاً: «أنا مسلم واتضربت بالنار على باب الكنيسة، رغم أن القاتل كان عايز يموت المسيحيين اللى فى الكنيسة»، مضيفاً أن «الشعب المصرى كله واحد وأى حد عايز يموت التانى علشان دينه ممكن يموت أخوه من غير ما يعرف».
شادى عيد إبراهيم، شاب فى نهاية العقد الثالث من العمر، من منطقة الوراق، مصاب بكسر مضاعف بالفخذ اليسرى، نتيجة الإصابة بطلق نارى، شقيقته رشا عيد تتكئ على الحائط المقابل للغرفة التى يرقد بها، مستغلة مرور أى طبيب للاطمئنان عليه، وطمعاً فى إلقاء نظرة عليه حتى يستريح قلبها، تقول «رشا»: «كنا نستعد للنزول للفرح، وجاء تليفون من شادى الذى سبقنا للكنيسة يصرخ: اتضربت بالنار، توقعنا أنها إصابة عن طريق الخطأ بسبب محاولة أحد المعازيم إطلاق النار كأحد الطقوس التى تحدث فى الأفراح، لنُصدم بالخبر بمجرد وصولنا إلى الكنيسة، شادى هو رب البيت والمسئول عن الأسرة»، ثم تتساءل: «عايزين يقتلوه ليه»؟
وفى الوقت الذى ظلت فيه باقى الحالات فى غرفة العمليات حتى الخامسة من صباح أمس، وقامت الوفود من الكنيسة والجمعيات الحقوقية بزيارة المصابين؛ حيث قامت السيدة مارجريت عازر، أمين عام حزب المصريين الأحرار، برفقة وفد يضم حقوقيين وحزبيين بزيارة المصابين داخل المستشفى، وكذلك الكاتبة الصحفية فاطمة ناعوت، ووفد من مجلس حقوق الإنسان، وقامت النيابة العامة بالاستماع إلى أقوال المصابين الذين تسمح حالتهم الطبية بالحديث معهم، وكذلك قامت قوات الأمن من خلال مأمور قسم الوراق بالحديث مع بعض المصابين لمعرفة تفاصيل الحادث.
الأخبار المتعلقة:
مستشفى الساحل: معاناة المصابين تبدأ بـ«تذكرة الدخول».. ولا تنتهى فى غرفة المرضى
دموع وآلام أمام مشرحة زينهم فى انتظار «الضحايا»
شهود عيان: «ملثمان» على موتوسيكل أطلقا الرصاص على الكنيسة
«الببلاوى» يعزى البابا «تواضروس» هاتفياً فى ضحايا الحادث
أقباط يعلنون الغضب على الحكومة.. ووقفة قبطية أمام مجلس الوزراء للمطالبة بمحاكمة وزير الداخلية
راعى كنيسة «الوراق»: الهجوم هدفه إثبات أن الوضع فى مصر غير مستقر
رئيس «الإسعاف»: 4 قتلى بينهم طفلتان و17 مصاباً حصيلة الهجوم الإرهابى
تحقيقات النيابة: منفذو الحادث استهدفوا المجنى عليهم بطلقات آلية فى الرأس والرقبة والصدر مباشرة
«الوطن» تنشر تفاصيل الهجوم الإرهابى على كنيسة «الوراق»
الإرهاب على أبواب «مريم العذراء»