المحلل السياسى الأردنى: الحديث عن وطن بديل للفلسطينيين أمر حاصل
عامر السبايلة
أكد الدكتور عامر السبايلة، المحلل السياسى الأردنى، أن الأحداث الجارية حالياً فى الأردن، ليست من الربيع العربى، ولكنها نتيجة لعدة عوامل داخلية وليست خارجية، وأضاف فى حواره لـ«الوطن»، أن هناك فساداً مستشرياً، واغتصاباً للسلطة، وعدم تمثيل سياسى للشباب فى الأردن، ووضعاً اقتصادياً سيئاً ناتجاً عن تغول فريق على الدولة الأردنية، مؤكداً أن ذلك ما أدى إلى الوضع الحالى.
عامر السبايلة: الاحتجاجات أردنية خالصة
هل تعتقد أن هناك تدخلات فيما يخص الأحداث الحالية فى الأردن.. وربيع عربى متأخر بأياد خارجية؟
- يجب أن نتفق على أن الأحداث الجارية والاحتجاجات فى الأردن ليست «ربيع عربى» فى البلاد، ولكنها عبارة عن وقفة أردنية خالصة بعيداً عن نظرية المؤامرة التى ليس لها وجود فعلياً فى الحالة الأردنية الحالية، لأن هذه الحالة الأردنية تشابه حالات سابقة فى الأردن، فى عام 1996 وفى عام 1989، حيث الثورة التى أعادت الأمور إلى نصابها وألغت الأحكام العرفية، وأعادت الحريات للأردن، وأعادت الأردنيين للانتخاب، ولكن فى النهاية دعنا نتفق أنها ليست نسخة من «الربيع العربى»، بل أؤكد أنها نسخة أردنية خالصة.
ما يحدث فى المملكة الأردنية يشابه حالات سابقة.. وفلسطينيون كثيرون يمتلكون جوازات سفر وهويات أردنية
وما الدلائل أنها نسخة أردنية خالصة؟
- كل مكونات الخروج إلى الشارع والتظاهر موجودة حالياً فى الأردن، لذلك لا يمكن أن نتحدث عنها بنظرية المؤامرة، أولاً هناك فساد مستشرٍ، هناك اغتصاب للسلطة، هناك عدم تمثيل سياسى للشباب فى الأردن، هناك وضع اقتصادى سيئ ناتج عن تغول فريق على الدولة الأردنية، وبالتالى أوصل الأردن إلى هذه المديونية، ودمر الخطط التنموية فى الأردن، الذى لم يعد بلداً منتجاً، ووزارة التخطيط فى الأردن ليست وزارة تخطيط بل وزارة استجداء من الغرب، هناك فرق كبير بين وزارة تخطيط محترمة، ووزير محترم يكون لديه خطط طويلة الأمد فى الزراعة والصناعة وتسويق المنتج الأردنى، وبين وزير يستجدى، ونتفق أنه ليس هناك أى مؤامرة على الأردن، هذا من نتاج هذا الحكم وهذه السياسات التى أوصلتنا لهذه النقطة.
وماذا عن الأردن كوطن بديل للفلسطينيين.. وفكرة نقلهم وإقامة الدولة الفلسطينية الكبرى؟
- هذا حاصل دون مؤامرة، ودون أن يتحدث الإسرائيليون عنها، فالأردن فقط قبل بأن يوطن الفلسطينيين دون ضمانات، كما أن آخر إحصاء سكانى للحكومة الأردنية يقول إن عدد الفلسطينيين فى البلاد نحو 600 ألف، فعن أى حق لجوء يتحدثون، كل الفلسطينيين يمتلكون جوازات سفر وأرقاماً وطنية وهويات أردنية مُنحت من هذه الحكومات.