«الفرعون الأمريكى».. فيلم وثائقى بنهاية «مؤسفة»
عامان من العمل والجهد والترحال وإعداد الأجهزة وضبط عدسات الكاميرات، مئات الأيام من التفكير والتدقيق والتركيز على ملامح الرجل الأمريكى الصموت، بوب برادلى.. لقطات متكررة ومختلفة وكادرات واسعة وغيرها قريبة.. مصاريف باهظة بالدولار الأمريكى لصناعة «فرعون أمريكى» فى الأراضى المصرية، هدمته ستة أهداف غانية فى أول اختبار حقيقى للفراعنة فى مشوار التصفيات المؤهلة لكأس العالم. الحكاية كاملة هى أن إحدى الشبكات التليفزيونية الأمريكية بدأت قبل قرابة عامين إنتاج فيلم وثائقى عن رحلة المنتخب المصرى فى تصفيات كأس العالم تحت قيادة مديره الفنى الأمريكى بوب برادلى، وكيف عانى هذا الرجل ويلات الأحداث السياسية والاقتصادية القاسية التى تمر بها مصر من أجل تحقيق حلم الملايين فى المونديال. وقبل وخلال وبعد كل مباراة من مباريات التصفيات التى جمع المنتخب المصرى نقاط المرحلة الثانية منها كاملة بتحقيق ستة انتصارات متتالية، كان فريق التصوير والإعداد والإخراج الأمريكى يلازم برادلى كظله، وقد حصل أعضاء هذا الفريق على صلاحيات كاملة فى التجول داخل المعسكر المصرى والتصوير فى غرف الملابس وأثناء التدريبات، وفى غضون ذلك اهتمت الصحف الأمريكية بهذا الفيلم الوثائقى الذى يبرز مدى التعاون الأمريكى - المصرى فى المجال الرياضى على الرغم من الخلافات السياسية فى المرحلة الأخيرة. وقبل خطوتين من الوصول إلى الحلم وتخليد ذكرى «الفرعون الأمريكى» بوب برادلى فى ذاكرة المصريين، سقط المنتخب المصرى سقوطاً مدوياً أمام المنتخب الغانى فى استاد كوماسى بسداسية أحالت الحلم إلى كابوس أفزع ملايين المصريين وأفسد نهاية وثائقى برادلى وأهدر المال الأمريكى هباءً وأثقل كاهل الاقتصاد الأمريكى المنهار بتكاليف مشروع خاسر كالعديد من التجارب الخارجية الأمريكية.