بالصور| «مسجد المعيني».. تحفة معمارية وأثرية شيد قبل 708 أعوام بدمياط
مسجد المعيني
شيد مسجد المعيني التحفة المعمارية والأثرية قبل 708 أعوام على يد محمد بن معين يرتاده السياح من كل حدب وصوب، شعور غريب ينتابك حينما تخطو قدماك أولى خطواتها حين دخولك مسجد المعيني الأثري أحد التحف المعمارية والأثرية التي خلدت التاريخ الإسلامي، حيث تشعر بالراحة النفسية والطمأنينة والألفة وكأنك لست بغريب عن منزلك.
على أبواب المسجد يتزاحم المصلين لأداء صلواتهم أثناء شهر رمضان المعظم وفي عيد الفطر فيما يحرص السياح القادمين لمصر على زيارة المسجد باعتباره تحفة فنية أثرية عريقة يعود تاريخها لمئات السنين، فيما يحرص المصلون على القدوم من أرجاء المحافظة للصلاة في هذا المسجد وتلاوة القرآن بل وأخذ قسط من الراحة في بيت من بيوت الله.
حينما تطأ قدماك المسجد تجد بعض حوائطه تساقط دهان التطوير الأخير الذي تم قبل تسع سنوات فحسب عام 2009 م ضمن خطة التطوير الشاملة، هذا بخلاف بعض حجراته المطلة مباشرة على ميدان الشرباصي حيث الباعة الجائلون وأصواتهم المرتفعة ليل نهار، كما عششت فضلات الطيور في بعض أركان المسجد الأثري في مشهد يرثي له الجبين.
ويعد مسجد المعيني أحد أشهر المساجد الأثرية في مصر حيث يعد ثاني مسجد بني في محافظة دمياط ويعتبر تحفة معمارية، شيده التاجر الدمياطي محمد بن معين عام 710 هجرية 1310 م، حيث تم بناؤه في عصر الناصر قلاوون ويقع على النيل مباشرة، تم إنشاؤه قديما فوق القناطر ليكون مرتفعا عن مياه النيل، حيث كان يقع بالحي التجاري بجنوب محافظة دمياط بسوق الأرز.
ويمتاز المسجد بضخامة بنائه وارتفاع الجدار والمئذنة، حيث يوجد بداخل الجامع ضريح أحيط بمقصورة من الخشب مصنوعة على طراز المشربيات العربية.
شيده محمد بن معين الفارسكوري تخليدا لجده معين الدين الفارسكوري، ويمتاز هذا المسجد بزخارفه التي شكلت على الطراز المملوكي وتخطيطه الهندسي الرائع حيث استخدم كمدرسة، كما يأخذ المسجد شكل الصحن المفتوح حيث تحلى أرضيته بالفسيفساء، ويضم المسجد أربعة إيوانات أكبرها إيوان القبلة، ولكل إيوان منها سقف مزين بالأخشاب بديعة الزخارف، وكانت الإيوانات مخصصة لتدريس المذاهب الإسلامية، وخلال السنوات الماضية أجريت عملية تطوير للمسجد إبان تولي دكتور زاهي حواس منصب وزير الأثار، ولكن رغم ذلك وبمرور السنوات تبين حاجة المسجد لإعادة التطوير لوجود عيوب سابقة في المرة الأولى، وحوى المسجد ضريحين للشيخ معين الدين ثم ولده مجدد الجامع محمد بن معين الدين.
بوجه مبتسم وملامح ملائكية يجلس علي حفور، 75 عام، خادم بالمسجد على أبوابه مرتديا جلباب أبيض يستقبل زوار بابتسامه لاتفارق وجنتيه فلايكل ولا يمل من العمل على ترتيب وتنظيف المسجد ليل نهار، قائلا أقوم بهذا العمل منذ 25 عاما أي ربع قرن، حيث أعمل على تنظيف دورة المياه وتلبية طلبات المتواجدين وإصلاح الأجهزة التي تحتاج للإصلاح بالمسجد، وأحتسب عملي لوجه الله ورسوله الكريم.
ويقول علي لـ "الوطن" إن المسجد بني منذ مايزيد عن 700 عاما على يد المعيني، حيث يعد ثاني مسجد بني في دمياط على نهر النيل مباشرة، حيث أعد المعيني أماكن مجهزة للطلبة في المسجد لكي يقيموا ويدرسوا فيها كما يوجد مخزن بالمسجد وسلالم علوية به.
ويضيف علي قائلا إنه نظرا لمكانة المسجد التاريخية يأتيه السياح من كل حدب وصوب ولعل أخرهم وفد تركي زار المسجد للتعرف على تاريخه قبل أيام.
ويضيف علي قائلا إن المصلين يحرصون على إقامة صلواتهم هنا والمكوث في المسجد بعد صلاة المغرب في شهر رمضان ثم يعتكفون في آخر 10 أيام من الشهر الكريم، وتعد المعضلة الأساسية في الشتاء حينما تسقط الأمطار فيمتئ الصحن المتوسط المسجد بالمياه وتصرف بالوعات الأمطار المياه لذا لايفترش منتصف المسجد في الشتاء، ولايؤثر ذلك على الصلاة مطلقا، مشيرا لحاجته لإعادة ترتيب بعض أركان المسجد.
بوجه بشوش وملامح طفولية يقف شريف أبو العلا، إخصائي اجتماعي بأحد المدارس وأحد المصليين وسط المسجد، وقد انتهي من أداء صلاة العصر متجها لبوابة المسجد للخروج بعدما أدى فرضه قائلا إنني أحرص على إداء الصلاة يوميا منذ 8 سنوات في هذا المسجد، حيث أشعر فيه بالانتماء لبلدي فكل ركن من أركانه يخلد تاريخ دمياط، مضيفا أنه بخلاف تواضع المشايخ وحبنا وتقديرنا لهم.