"إن تكن تبحث عن مسكن الروح فأنت روح.. وإن تكن تفتش عن قطعة خبز فأنت الخبز.. وإن تستطع إدراك هذه الفكرة الدقيقة فسوف تفهم، إن كل ما تبحث عنه هو أنت" - جلال الدين الرومى.
البحث هو أصل الغايات البشرية ورغبات الإنسان.. دائما أبدا اعتدت أن أصنف البشر طبقا لما يبحث عنه كل شخص.. لا يوجد شخص على وجه الأرض لا يبحث عن شيء.. وغالبا ما يكون البحث عن الأشياء هو بحث عن نفسك ممثلة فى كل هذه الأشياء.. قطع صغيرة من لعبة "البازل" تكن سعيد الحظ إن أكملتها لتجد نفسك أمام نفسك، أم يكون هذا من سوء حظك؟ لا أعلم حقا و لكن دعنا نبحث سويا.
مللت من قراءة الفصحي؟ طبيعى أن تمل خصوصا بعد شعورك أن عنوان المقال موضوع بشكل خاطئ نتيجة لغلطة مطبعية أو غلط من "لينك" الموضوع.. لكن دعنى أوفر عليك هذا البحث.. أنت الآن فى الموضوع الصحيح تماما.. وها قد عدت لكتابة الفصحى لكن سنحاول سويا الجمع بين العامية والفصحى بما يخالف كل قواعد الكتابة لكن "الزبون دائما على حق".
بداية القصة هى أنى اعتدت -فى عادة مملة لم أستطع التخلص منها- البحث دوما عما يبحث عنه المصريين على "جوجل".. فى صفحة خاصة فى "جوجل" ستجد أكثر الكلمات المستخدمة فى البحث فى كل دولة حسب تاريخ اليوم وحسب عدد مرات البحث عنها.. ربما تظن أن إحصائية كهذه ليس لها أى معنى.. لكن ما أظنه أنا هو ما افتتحت به حديثى "أن كل ما تبحث عنه هو أنت".
تلك المقولة يمكن أن تبدأ تطبيقها على الأشخاص ولكنها تنطبق أيضا بنجاح على الشعوب.. فالشعوب الباحثة عن تطوير الصناعات هى الشعوب التى دوما ما تجد تكنولوجياتها مسيطرة فى الأسواق العالمية لتجد نفسك فى النهاية فخورا بقيادة إحدى السيارات ذات تلك الجنسية.
والشعوب الباحثة عن علوم الزراعة هى تلك الشعوب التى تسيطر منتجاتها فى أرفف السوبرماركت والهايبرماركت، حيث تقودنا الزوجات للإفلاس، وهى المنتجات ذاتها التى تندهش عند رؤية الأصفار الكثيرة فى سعرها ثم سرعان ما تجد تفسيرا من الشاب الوسيم العامل بهذا القسم مجيبا أنها منتجات ذات جنسية خاصة.
وإن عدنا إلى الشخص نفسه.. ستجدنا نقضى عمرنا باحثين مستكشفين فى داخلنا وخارجنا.. نسعى إلى أنفسنا التى نراها منعكسة فى بعض الأشياء.. وأحيانا بعض الأشخاص.
"ما تبحث عنه يبحث عنك" – جلال الدين الرومي
يرجع جلال الدين الرومى بمقولة أخرى تعبث وتلهو بفكرتنا عن البحث ومعناه.. ما تبحث عنه يبحث عنك.. ما تريده يريدك أيضا لكنه يتمنع عنك فى تمنع من ينتظر منك بعض المجهود ليشعر أنك تستحق.. تستحق الوصول.. وتدرك جيدا متعة البحث عن هدف غال.. وقتها سيبحث عنك هدفك ويأتيك ساعيا.
لكن ماذا إن كنت قد فقدت أثناء البحث غايتى وشغفى فى هذا الشيء.. هل قدرنا أن نحيا بمتعة ومشقة البحث نفسه دون الوصول النهائى.. بحث بعد بحث بعد بحث.. أم أن الوصول هو محطات مؤقتة خصصها القدر لترتيب الحقائب المبعثرة من جديد قبل رحلة البحث القادمة!
سيدهشك كثيرا ما يبحث عنه الأشخاص.. تعدت الساعة الثالثة فجرا.. يوم جديد.. فرصة جديدة لممارسة عادتى المملة فى تفحص الكلمات المتصدرة لمحركات البحث.. أكثر ما يبحث عنه المصريون الآن.. بضع ضغطات على "الكيبورد" وتظهر نتائج أكثر الكلمات بحثا لأجد أمامى تلك الكلمات.. نعم يا صديقى هى "الأهلى وهنا الزاهد ونتيجة الشهادة الإعدادية"