«أبوسعيفان»: الحرب هدمت 2700 مدرسة فى سوريا
قبل شهرين تجمع عدد من أهالى محافظة درعا السورية بالقاهرة، لانتخاب مجلس محلى «مواز» لمحافظتهم، التى كانت سبباً فى تأجيج الثورة السورية، لينتهى الاجتماع آنذاك باختيار 189 عضواً يشكلون مجلساً محلياً للمحافظة، يهتم بإدارة شئون السوريين داخلها وخارجها من الموجودين فى المملكة الأردنية الهاشمية، حيث مقر المجلس.. «الوطن» التقت ـ«محمد تركى أبوسعيفان» رئيس المجلس المحلى لمحافظة درعا، للوقوف على آخر تطورات الأوضاع الإنسانية والحياتية داخل المحافظة.[FirstQuote]
■ كيف ظهرت فكرة إنشاء مجلس محلى مواز لمحافظة درعا؟
- الفكرة جاءت نتيجة تزايد أعداد اللاجئين السوريين فى الأردن، سواء فى مخيم الزعترى الذى وصل إلى 165 ألف لاجئ، وهو رقم تقريبى قابل للزيادة والنقصان، إضافة إلى مئات آلاف الموجودين خارج المخيم فى محافظات مثل إربد والرمثا.
■ تضاربت أرقام السوريين داخل الأردن، البعض يقول إنها تجاوزت 750 ألفاً، والمفوضية السامية للاجئين أعلنت تجاوزهم 500 ألف، فلماذا هذا التضارب؟
- لا يوجد رقم رسمى محدد حتى هذه اللحظة، نظراً للظروف التى يمر بها السوريون بالداخل وتأثيرها على حركة الوجود فى المملكة الهاشمية، فعلى سبيل المثال فإن آخر الإحصائيات الخاصة بأعداد اللاجئين السوريين المسجلين داخل المخيم، وصلت إلى 165 ألف لاجئ، بينما العدد الفعلى للاجئين تجاوز 700 ألف سورى.
■ وما الأسباب التى قد تؤثر على زيادة أو نقصان أعداد اللاجئين؟
- هناك عدة أسباب بعضها يتعلق بالأوضاع داخل سوريا فمثلاً عند التهديد بوجود ضربة أمريكية بعد استخدام الكيماوى فى الغوطة زادت أعداد النازحين إلى المملكة الهاشمية ووصلت ما يقرب من 165 ألف لاجئ داخل المخيم، وبمجرد أن هدأت الأوضاع طلب ما يقرب من 50 ألف سورى العودة مرة أخرى إلى أراضيهم، أى أن الأعداد هناك حالياً وصلت إلى 100 ألف.
■ ومن الذى يتحكم فى عملية دخول وخروج النازحين ومن ثم حصر الأرقام؟
- دخول وخروج النازحين يجرى من خلال السلطات الأردنية، وهى التى تستقبل النازحين من خلال معبر «نصيب» ومن ثم تسجيلهم من خلال المفوضية السامية لشئون اللاجئين ومن ثم توصيلهم من المعبر إلى المخيم.[SecondImage]
■ وماذا عن السوريين العالقين على الشريط الحدودى؟
- يوجد أكثر من 42 ألف نازح سورى عالق على الشريط الحدودى بينهم 3 آلاف لاجئ عالقون فى منطقة تل شهاب، جرى تأمين عدد منهم داخل 9 مدارس وإمدادهم بمساعدات إنسانية بسيطة جداً، إضافة إلى 8 آلاف نازح فى منطقة نصيب من ريف دمشق وحمص يفترشون الشوارع وينامون تحت الشجر، ونحن نحاول توفير المساعدات الإنسانية لهم على قدر المستطاع وخاصة فى ظل وجود أطفال وكبار السن.
■ ذكرت أنه جرى تأمين 3 آلاف سورى فى 9 مدارس، فماذا عن العام الدراسى الجديد؟
- التعليم فى سوريا يواجه أزمة كبيرة وخاصة مع استهداف عدد كبير من المدارس فى الاشتباكات بين الجيشين الأسدى والحر، حيث جرى استهداف ما يقرب من 2700 مدرسة على مستوى سوريا، وهو ما أدى إلى تأخر الدراسة خلال العامين الماضيين، إضافة إلى حرمان عدد كبير من الأطفال من التعليم، وإننا سنواجه جيلاً كاملاً متخلفاً عن الدراسة، بعدما كانت سوريا من البلاد التى انتهت بها نسبة الأمية.
■ وكيف ستجرى مواجهة مشكلة تخلف الأطفال السوريين عن التعليم؟
- المجلس يحاول توفير وإعداد مدارس، سواء كان بالداخل أو بالخارج. ورغم أن تكلفة إنشاء المدرسة الواحدة تبلغ قرابة 25 ألف دولار، والمستلزمات الدراسية تقارب تكلفتها المليون ونصف مليون دولار، إلا أننا نحاول مع بعض الجهات المانحة العمل على توفير ما يمكن توفيره قدر استطاعتنا، كما أنه جرى التنسيق مع السلطات الأردنية وإلحاق 78 ألف طالب فى المدارس الأردنية، والمجلس استطاع توفير ما يقرب من 1500 معلم سورى جاهزين فى أى وقت إلى ممارسة عملهم مقابل الحصول على ربع راتبهم.[SecondQuote]
■ هل تصل إليهم مساعدات من قبَل منظمات دولية كالهلال الأحمر السورى؟
- المناطق المحررة أو التى جرى السيطرة عليها من جانب الجيش الحر لا يصلها أى مساعدات من قبَل الهلال الأحمر السورى الذى يسيطر عليه النظام، لدرجة أن بشار الأسد عيّن وزيراً بلا حقيبة وزارية للهلال الأحمر، كما أن المساعدات التى جرى جمعها من دول الخليج توزعت من جانب الهلال الأحمر الذى يسيطر عليه النظام وبالتالى لم تصل المناطق المتضررة أى مساعدات إنسانية.
■ وما الأجندة التى وضعها المجلس المحلى من أجل مواجهة تلك الصعوبات؟
- يعمل المجلس حالياً على عدة مستويات أهمها محاولة تأمين المواد الغذائية ومياه شرب وكهرباء للسوريين بالداخل، وكذلك العمل على ترميم 27 مدرسة، وبدء تنفيذ مشروع الحفاظ على مؤسسات الدولة تحت سيطرة الجيش الحر وحمايتها مثل الشركة الليبية السورية وصوامع القمح فى اليادودة، إضافة إلى تدشين بعض المشروعات الترفيهية للأطفال فى محاولة لتقليل التأثير النفسى للحرب عليهم مثل مشروع «بسمة طفل» من خلال توفير هدايا لـ«25 ألف طفل سورى بتكلفة 20 ألف دولار».
■ وماذا عن ملف الجرحى والمصابين؟
- ملف الجرحى والمصابين من أهم الملفات التى يهتم بها المجلس، فهذا الملف وحده يحتاج منا ضرورة توفير ما يقرب من مليون دولار شهرياً.
■ كيف يتمكن المجلس من توفير تلك المبالغ شهرياً؟
- المجلس يعتمد فى تمويله على مجموعة من رجال الأعمال السوريين الذين يعملون تحت مظلة المنتدى السورى للأعمال أمثال مصطفى الصباغ وغسان هيدو، إضافة إلى التنسيق بين بعض الجهات المانحة التى تهتم بالجانب التعليمى والصحى.[ThirdQuote]
■ ذكرت أن المجلس جرى انتخابه فى القاهرة، فما الآلية التى اعتمدتم عليها حتى يكون المجلس ممثلاً لكافة مناطق درعا بما فيها المناطق التى يسيطر عليها النظام؟
- تعداد السكان فى درعا مليون و200 ألف نسمة، جرى انتخابهم من خلال ترشيح شخص يمثل كل 10 آلاف مواطن، ليتم اختيار 120 شخصاً، إضافة إلى اختيار 24 شخصاً من حملة المؤهلات العليا من خلال ترشيح واحد من بين 50 ألف نسمة، فضلاً عن اختيار 27 عضواً من ممثلى المنظمات والهيئات والنقابات المستقلة و4 أشخاص من الطوائف المسيحية و3 من النساء.
التنسيق الداخلى
بعد انتخاب المجلس والاستقرار على أعضائه، جرى تشكيل مجالس محلية بالداخل، فالقرية التى يتجاوز عدد سكانها الـ5 آلاف نسمة أصبح لها مجلس محلى يتم من خلاله التواصل مع المجلس المحلى للمحافظة بالأردن، أما المناطق غير المحررة فأعضاء لجانها غير معلنة للحفاظ على سلامتهم الشخصية.