العزومات.. أبرز ملامح شهر رمضان، يبدو أنه ملمح على وشك الانقراض، بعد أن استغنت العديد من الأسر عنه باعتباره نوعاً من الرفاهية لا يملكون ثمنه، فى السابق وقبل أن تشتد وتيرة الأزمة الاقتصادية كانت الأسر تتسابق على إقامة العزومات وولائم الإفطار الجماعى، خاصة فى الأسبوع الأول من شهر رمضان، أما الآن فقد رفع البعض شعار «لا عازم ولا معزوم».
زين العابدين مصطفى، تاجر، كان يقيم الولائم كل رمضان، هذا العام قرر أن يتوقف «لا هعزم ولا هتعزم»، مرجعاً ذلك إلى عدة أسباب، أولها غلاء الأسعار: «يعنى نجيب تمن رز ولحمة وفراخ لعزومة إزاى؟، ده الصبح مراتى بتقول لى كيلو الخيار بـ10 جنيه فى السوق وما يتاكلش، قلت لها بلاش منه»، السبب الثانى هو دوامة الحياة ومشاغلها: «اليوم بيجرى، والوقت بقى ضيق معدش فيه بركة، دوامة عايشين فيها».
يقضى «زين العابدين» فترة الصباح فى العمل، ثم قراءة القرآن حتى موعد الإفطار، ثم يستعد لصلاة التراويح: «مفيش وقت ولا ميزانية لعزومة، اليوم بيمشى كده من هنا لهنا، والحمد لله على كده».
قام محمد سالم، موظف، بعمل حسابات العزومة: «حسبتها لقيت إنه لو هعمل عزومة حلوة لـ5 أفراد، ممكن تكلفنى 1000 جنيه، علشان أعمل حاجة تليق بالضيوف»، ألغى «سالم» فكرة إقامة عزومات: «الناس حاسة ببعض، الدنيا غالية ومش ناقصة تكاليف، والناس مقدرة ده، غير دوامة الحياة، وزحمة الشوارع، كل واحد بياكل فى بيته وخلاص».
تتذكر بسمة عبدالله، موظفة، العزومات التى كانت تتلقاها من صديقاتها، وأقاربها، فى أول أيام شهر رمضان «كنت كل يوم بفطر بره البيت.. مكناش ملاحقين على العزومات»، لكن اختلف الأمر هذا العام بحسب قولها: «الموضوع ما بقاش زى الأول، أنا فاكرة كانت ناس كتير تعزمنى، وكنا نعزم ناس، دلوقتى المعظم منطوى، حتى الأكل اللى بنعمله فى البيت بيكون على القد، وبنمشى الدنيا».
بعض العزومات الأسرية البسيطة هو ما قام به «أبوأحمد» صاحب مقهى: «أنا متعود على العزومات، لكن السنة دى هتبقى بسيطة جداً وعلى الأد، ده أنا حتى لسه ما اتعزمتش لحد دلوقتى»، ارتفاع الأسعار هو الذى جعل «أبوأحمد» يقتصد بخصوص أمر العزومات: «ده الناس مكفّية نفسها، وطلبات بيوتها بالعافية، هيعزموا حد! ده فيه غلابة كل فطارهم على موائد الرحمن، كان الله فى عون الناس، وييسرها علينا».
تعليقات الفيسبوك