محلات مغلقة وجنازات بالشوارع.. إضراب شامل بفلسطين حدادا على الشهداء
إضراب غزة
شوارع خالية ومحلات مغلقة تماما، جنازات تمر بالشوارع الرئيسية والجانبية على مدار اليوم، حتى شرفات المنازل تأبى الاحتفال بقدوم شهر الصوم حدادا على الشهداء واحتراما لحرمة الدماء.
عم إضراب شامل اليوم، كافة المحافظات الفلسطينية حدادا على أرواح شهداء غزة الذين سقطوا خلال المواجهات التي اندلعت أمس، مع قوات الاحتلال الإسرائيلى خلال مسيرات العودة تزامنا مع الذكرى السبعين للنكبة، ورفضا لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
وشمل الإضراب كافة مناحي الحياة التجارية، حيث أغلقت المحلات أبوابها بما فيها المؤسسات الخاصة والعامة، والتزم الجميع بالحداد الوطني، الذي أعلنه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وحسب قول وفاء العاروري، من مدينة رام الله، الشوارع منذ ليلة أمس حزينة وفي الصباح لم يذهب الجميع إلى وظائفه وظهرت الشوارع خالية تماما من الأهالي حزنا على الشهداء.
أكدت "العاروري" لـ"الوطن"، أن كل المحافظات أرادت المشاركة في الحداد تضامنا مع أهل غزة وحتى يعرف الجميع أن فلسطين كلها صامدة في وجه العدو.
وفي القدس، لم يختلف المشهد السابق كثيرا، حيث دخلت شوارع وأحياء المدينة، اليوم، في إضراب عام، احتجاحا على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وتضامنا مع شهداء غزة، حسب قول أيمن أبو رموز، أحد سكان القدس.
واستمرت احتفالات الجانب الإسرائيلي حتى ساعة متأخرة من مساء ليلة أمس بنقل السفارة الأمريكية للقدس وإعلانها عاصمة لدولة إسرائيل، وحسب قول أبو رموز لـ"الوطن" أصبحت المدينة في حالة حزن شديد وشرطة الاحتلال تستمر في قمع من يحاول الاحتجاج ضدها، ولم يحتفل أحد باقتراب شهر رمضان خجلا من أرواح الشهداء، حسب تعبيره.
المشهد اليوم في غزة يبدو أكثر قتامة وأكثر حزنا، حيث خرجت عشرات الجنازات منذ ليلة أمس وحتى صباح اليوم لتشييع جثامين شهداء مسيرة العودة الذين سقطوا خلال مواجهات مع العدو الإسرائيلي، ودخلت المدينة بأكملها في حداد عام تمثل في إغلاق المحلات أبوابها وعدم ذهاب الموظفين لأعمالهم وفراغ تام بالشوارع، حسب قول أحد حرب، مصور صحفي من أهل غزة ومشارك في توثيق أحداث غزة.
يتعرض المصورون الصحفيون المشاركون في توثيق أحداث غزة لمخاطر كبيرة من قوات الاحتلال فحسب قول حرب لـ"الوطن" المضايقات كلمة صغيرة وبسيطة فهم يواجهون الموت كل لحظة ويتعرضون للقنص بالرصاص الحي، فالاحتلال يخشى الكاميرات حتى لا ينفضح أمره والكل يصبح ويمسي في حزن شديد ويتوقعون الموت في أي لحظة، حسب تعبيره.