من أرشيف السياسة| 24 رمضان.. تشكيل وزارة النحاس بأمر ملكي
مصطفى النحاس
"عزيزي مصطفى النحاس.. لما لنا من الثقة بكم ولما نعهده فيكم من الخبرة والجدارة لتولي مهام الأمور، قد اقتضت إرادتنا توجيه مسند رياسة مجلس وزرائنا مع رتبة الرياسة الجليلة إليكم، أصدرنا أمرنا هذا لدولتكم للأخذ في تأليف الوزارة وعرض المشروع علينا لصدور مرسومنا العالي به" وجه الملك فؤاد الأول، هذا المرسوم الملكي رقم 14 إلى مصطفى باشا النحاس، طالبًا منه تشكيل الوزارة، وكان ذلك في 16 مارس 1928، والموافق 24 رمضان 1346 هجريًا.
فعقب وفاة سعد زغلول، ترأس مصطفى النحاس رئاسة حزب الوفد، بموافقة غالبية الأعضاء، وأصبح مكرم عبيد، سكرتير الحزب، وكان الوفد في هذه الفترة يتمتع بشعبية قوية، وكان يطلق عليه حزب الأغلبية وأطلق عليه أيضًا الحزب الجماهيري الكبير.
فما كان من النحاس إلا الموافقة على تشكيل الوزارة، حيث رد قائلًا على الملك فؤاد "أن الثقة السامية التي تفضلت جلالتكم بإسدائها إلي، لتأليف الوزارة، ليملأ لنفسي فخرا، وأني أقدر يا مولاي تبعة الاضطلاع بأعباء الحكم في هذا الظرف الدقيق، ولكني أقبل عليه ملبيًا داعي الوطن والضمير، مستعينا بالله جلت قدراته على تحمل هذه المسئولية الخطيرة".
ورشح النحاس بعض أعضاء حزب الوفد، لتولي مناصب وزارية، حيث وضع واصف بطرس غالي، في وزارة الخارجية، ومكرم عبيد، وزيرا للمواصلات، بينما أعطى النحاس لنفسه وزارة الداخلية، وأرسل هذه القائمة الوزارية إلى الملك فؤاد، للموافقة عليها، قائلًا في خطابه الذي أرسله يوم 25 رمضان 1346 هجريًا: "وإذا حاز هذا الاختيار قبولا لدى مولاي رجوت من جلالته التفضل بإصدار المرسوم الملكي باعتماده". وهو ما وافق عليه الملك فؤاد الأول، حيث أصدر أمرًا ملكيًا معلنًا موافقته على تشكيل وزارة النحاس في عام 1928.
وبعد مرور أشهر قليلة على تشكيل هذه الوزارة الائتلافية، بدأت الصراعات بين الملك فؤاد الأول والنحاس باشا، حتى أقاله فؤاد من الوزارة، وكلف محمد محمود، القائم بأعمال رئيس الأحرار الدستوريين بتشكيل الوزارة الجديدة، والتي عرفت باسم وزارة "القبضة الحديدية".