مصطفى الجندي: حياتي أصبحت في خطر.. وأسعى لإنهاء تبعية إفريقيا للغرب
مصطفى الجندى
قال النائب مصطفى الجندى، مرشح مصر وشمال إفريقيا على منصب رئاسة البرلمان الإفريقي، إنه يسعى لإحياء الدور الإفريقي مرة أخرى، وتحويل العلاقات مع الغرب لشراكة وليس تبعية.
وأكد "الجندى" في حوار لـ"الوطن"، أنه حصل على تأييد عدد كبير من دول إفريقيا منها إثيوبيا ونيجيريا والسودان وأوغندا وتشاد وليبيا والمغرب، وأنه ينفق على حملته الانتخابية وزيارته للدول الإفريقية من "جيبه الخاص".. وإلى نص الحوار:
** ما رؤيتك لمشهد الانتخابات التي ستجري على منصب رئاسة البرلمان الأفريقي؟
- الإنتخابات سيتم إجراؤها بين مناطق "شمال ووسط وجنوب" أفريقيا، أنا ممثل كتلة الشمال، والمرشح الكاميرونى ممثلاً لمنطقة الوسط، أما قطاع جنوب أفريقيا فسيتم إجراء انتخابات داخلية بين اثنين من المرشحين من دولتى "زيمبابوى و بتسوانا" لاختيار أحدهما لتمثيله، وبعد انتخاب رئيس البرلمان الأفريقي، سيتم انتخاب 4 نواب للرئيس ممثلين عن باقى القطاعات التى لن يتم تمثيلها فى رئاسة البرلمان، لاسيما وأن البرلمان الأفريقي يضم كذلك قطاعات شرق وغرب أفريقيا، بمعنى أن الـ5 قطاعات لأفريقيا تكون جميعها ممثلة فى مناصب مكتب البرلمان والتى تشمل "الرئيس و نوابه الأربعة".
المناطق الثلاث التى تنافس على الرئاسة بتحارب للحصول على دعم دول "غرب وشرق" أفريقيا غير المنافسين على منصب الرئيس أملاً فى الحصول على أصواتهم، وأنا بدأت الترويج لحملتى من غرب أفريقيا "نيجيريا وكوت ديفوار والسنغال"، فضلاً عن أنه لم يكن لدى وقت لزيارة كل دول أعضاء البرلمان الأفريقي، وبالتالى نيجريا دولة كبري فى الغرب ولها تاريخها وأنا فكرتى إحياء القوى العظمى المؤسسة للاتحاد الأفريقي كما كان يحدث أيام عبدالناصر، وأن هذه الدول لها مصداقيتها والأخ الأكبر للمنطقة، وفى نفس الوقت هذه الدول تواجه الإرهاب مثل بوكو حرام فى نيجريا والصومال وكينيا.
** ماذا لمست خلال لقاءاتك واتصالاتك التي أجريتها مع الأصدقاء الأفارقة على مدار الأيام السابقة؟
- قابلت رئيس برلمان نيجيريا ونوابه، وشرحت لهم برنامجى الانتخابي ورؤيتى لجمع دول أفريقيا مرة أخرى وإحياء دور الدول الأفريقية الكبري ومن بينهم نيجيريا، وحصلت على تأييدهم، ومساندتهم لأهمية وجود تناوب على منصب الرئيس بين القطاعات الـ5 وعدم سيطرة قطاع بعينه، خصوصاً وأن رئيس البرلمان الحالى من وسط أفريقيا لمدة دورتين، ومرشح حالياً للمرة الثالثة، ومسألة "التناوب" ليست موجودة فى اللائحة ولكن عرف فى الاتحاد الأفريقى يجب احترامه.
** وماذا عن الأفكار التى تقوم بطرحها كمرشح عن شمال أفريقيا للحصول على دعم القطاعات الأخري؟
- أتمتع بخبرات اقتصادية جيدة، واستند إلى ما وصلت إليه مصر من قانون استثمار موحد منعاً للفساد، وحلم الأسواق الأفريقية المشتركة سأعمل على تحقيقه، وهو حلم الآباء المؤسسين، وعلينا أن نعود إلى القمة الأفريقية الطارئة التى عقدت فى "كيجالى"، حيث وقعت 44 دولة على سوق أفريقية مشتركة، هذا حلم الجميع في أفريقيا.
مطالبتى بالشراكة وليس التبعية تزعل المستفيدين من بيع السلاح فى أفريقيا
** ما أول الخطوات التي ستتخذها حال فوزك برئاسة البرلمان؟
- العمل على صدور قانون استثمار موحد لأفريقيا، لأنه مينفعش المستثمر اللي عايز يشتغل في أفريقيا يجد أمامه 56 قانون استثمار مختلف فى كل دولة، والاستعانة بخبرات مصر ورواندا وجنوب أفريقيا على سبيل المثال، ويتحول البرلمان الأفريقي من استشارى إلى تشريعى بإصدار قانون الاستثمار الموحد فى أفريقيا، وحظيت الفكرة بموافقة دول أفريقيا، كذلك هناك أيضًا قانون الإرهاب الموحد مع كل دول أفريقيا وتبادل المعلومات خصوصاً وأن العدو واحد مع اختلاف مسمياتهم تسانده قوى عظمى وتمنحه الإمكانيات، وقلت لهم إن مصر تستطيع منحهم خبراتها التى حصلت عليها بدم أبناءها الشهداء، ولدينا مركز متطور للإرهاب فى مصر، وبالتالى يجب أن يكون هناك مثيله فى قطاعات شرق وغرب ووسط وجنوب أفريقيا وخلق التواصل المشترك فيما بينهم.
ووجهّت دعوة لـ250 نائب بالبرلمان الأفريقي لزيارة مصر على مجموعات للحصول على دورات تدريبية على قانونى الاستثمار ومواجهة الإرهاب، استناداً لامتلاك مصر لجيش قوى وخبرات أمنية واقتصادية هائلة لتكون أفريقيا موحدة ضد الإرهاب وبيئة استثمارية موحدة للخروج من عباءة الغرب "اللى بينهب" ثراوتنا.
** أنت تركز على فكرة تحول البرلمان الإفريقي إلى منصة تشريعية وليست استشارية فقط؟
- بالتأكيد، يجب أن يكون تشريعي بدون خوف من أن البرلمان يأتينا بقوانين من الخارج تمس سيادة الدول، وهذا كان سبب عدم تحول البرلمان الأفريقي إلى التشريع حتى الأن، ووعدت بحل هذه الإشكالية حال فوزى بالمنصب.
حملتى مش بتوزع فلوس وبصرف عليها من جيبى الخاص".. ومنافستى على رئاسة "البرلمان الأفريقي" جهاد بالنفس والمال
** وكيف تضمن عدم حدوث هذا التخوف؟
بعض القوانين تأتى من الخارج لأن تمويل الاتحاد الأفريقي 70% منه يأتى من الخارج، وطبعاً فى مقابل ذلك سيأتى طلبات "من بره" لأن تمويلهم لن يكون لله، وبالتالى إذا قررنا أن يكون تمويل الاتحاد فقط من الداخل بالتالى ستكون قراراته نابعة منه ولا يستطيع أحد التدخل في شئوننا.أنا حملتى لا توزع فلوس، ولكن أحمل رؤي وأفكار، وهم يعرفونى جيدا من 2005 وأنا عضو فى البرلمان الأفريقي وتدرجت فى المناصب من هذا العام "عارفين مش بغير كلامى"، مشاركتى فى الوفود الشعبية لمنع الصدام بعد 25 يناير، ولذلك تم تقليدى بوسام الاستحقاق من رئيس أوغندا 2012.
** وماذا عن موقف أثيوبيا والسودان تجاه ترشحك؟
- حصلت على تأييدهما بالفعل، وأكيد دعمهما سينعكس على الملفات المشتركة بيننا.
** كيف تنفق على حملتك الانتخابية؟
- من حسابي الخاص، محدش بيصرف عليا، ومخدتش مليم من فلوس المصريين، كله من فلوس عيالى، وأنا أعتبر ذلك واجب وطنى وجهاد نفس وبالمال، لأنه وصولى لهذا المنصب قد لا يرضي البعض، وقد تكون حياتى فى خطر، لأن مطالبتى بالشراكة وليس التبعية "ممكن يزعل المستفيدين من بيع السلاح فى أفريقيا.
** كيف حصلت على دعم من داخل مصر؟
- الدكتور على عبدالعال، رئيس البرلمان، والأمين العام المستشار أحمد سعد، دعمانى بشكل كبير، ووزارة الخارجية المصرية قدمتلي كل الدعم، إضافة إلى عدد من الشخصيات العامة المرموقة مثل عبدالحكيم جمال عبدالناصر، نجل الزعيم الراحل، والدكتور محمد غنيم، رائد زراعة الكلي، واستند إلى الدور الذى لعبه الرئيس عبد الفتاح السيسي فى أفريقيا الذي يتمتع بمصداقية كبيرة لديهم، وتنفيذ وعده باستضافة البرلمان الأفريقي فى مدينة السلام شرم الشيخ، وهو ماحدث ووجود الأفارقة فى مصر خلق علاقة إنسانية جيدة.