حكاية غنوة|بين "الرؤية" و"توديع الزائر الكريم".. هنا تراث رمضان الضائع
صورة أرشيفية
تطورت أشكال الموشحات والأغاني الدينية الخاصة بشهر رمضان، على مر الأزمنة منذ عصر الفاطميين وحتى يومنا هذا، ولكن شهدت مصر فترة تاريخية مهمة في تقديم تلك الأغاني، وبدأت الإذاعة المصرية عام 1938 للمرة الأولى إنتاج مجموعات كبيرة من الأغاني الدينية المتعلقة بشهر رمضان المبارك، حتى تخطى عددها 100 أغنية.
وقُسمت الأغاني المتعلقة بشهر رمضان الكريم إلى قسمين، أولهما "أغنيات الرؤية" وكانت تُذاع في اليوم الأخير من شهر شعبان، وتستمر الإذاعة في تقديمها مع الأغنيات الرمضانية الاخرى حتى الثلث الأول من شهر رمضان، وكانت الأغاني تترنم بالاستعدادات لرمضان، والاستطلاع على هلال الرؤية، والتحضيرات الروحانية لاستقبال ذلك الشهر الفضيل.
ومن أشهر تلك الأغنيات التي قدمتها الإذاعة في الثلاثينيات والأربعينيات، "هليت علينا يا شهر النور" من كلمات قاسم مظهر، وغناء وتلحين عباس البليدي، وأغنية "لما هل هلالك وبان" كلمات مصطفى عبدالرحمن وألحان سيد مصطفى وغناء إبراهيم حمودة، "استقبال رمضان" تلحين وغناء أحمد شريف وكلمات علي السوهاجي، وغيرها من الأغنيات، وفق ما ذكره دكتور نبيل حنفي محمود في مقالة بعدد قديم من مجلة الهلال حملت عنوان "الأغنية الرمضانية من الفاطميين إلى عصر الإذاعة".
"وداع زائر كريم"، هو مسمى الجزء الثاني من الأغنيات، والتي كان يتم إذاعتها إذا ما هلت العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم، وخلال تلك الفترة يتوحش الجميع للشهر الكريم، وإدراكهم لزوال خيره في العام نفسه، ومن تلك الأغنيات "وداع رمضان" من تأليف زين العابدين عبدالله وغناء وتلحين مرسي الحريري، وغيرها من الأغنيات التي اختفت تسجيلاتها من الإذاعة المصرية.
وحسبما أوضح الكاتب نبيل حنفي محمود، لـ"الوطن"، اندثرت تلك الأغاني من الإذاعة المصرية مع مرور الوقت تدريجيًا، لتختفي بشكل شبه نهائي من الإذاعات بعد أن حققت نجاحات كبيرة، في منتصف القرن الماضي وترك بصمات لا تُنسى مع الأجيال حينها.