تنظيف الآثار بـ«المقشات»: إحنا حراس الحضارة
كان الأمير سابق الدين مثقال مقدم المماليك السلطانية الأشرفية، يسعى بكل جهده لبناء مدرسة مخصصة لدراسة الفقه على المذهب الشافعى واستغرق الأمر منه نحو 13 عاماً حتى عام 1376م حتى استطاع بناء تحفة معمارية، ألحق بها مكتبة وكتاباً لتعليم الأطفال، لكن لم يتوقع أن تتحول هذه التحفة المعمارية إلى مقلب قمامة.
مدرسة «الأمير مثقال» الأثرية، هى المكان الذى اختاره أهالى منطقة «درب قرمز» بالجمالية، لكى يلقون فيه القمامة بعد أن أغلقت وزارة الآثار المدرسة. هذا التشويه المتعمد لآثار مصر دفع محمد فتحى ورفاقه إلى تكوين قوة بشرية هدفها تنظيف الآثار المصرية المغلقة التى تحولت إلى مقالب قمامة بفعل الإهمال وكان آخرها مدرسة «الأمير مثقال».
الشاب العشرينى يعمل مفتش آثار، وأراد ألا تذهب خبرته فى الآثار أدراج الرياح، كما أن عمله كمرشد سياحى فى فترة من الفترات جعلته يدرك حجم الخسارة المادية والمعنوية التى تجنيها الدولة، بسبب تحول تلك المزارات السياحية إلى مقالب قمامة تطمس هويتها الأثرية.
خطة بأهم الأماكن الأثرية التى تتعرض لإهمال مجتمعى وحكومى، كانت بداية عمل «محمد» مع فريق من المتطوعين من مختلف الجامعات المصرية، لينطلقوا فى تنظيف الأماكن الأثرية مثل منطقة «حمام الشاريبى» بالعتبة، وحرم منطقة الغورى وحالياً مدرسة الأمير مثقال، باستخدام «المقشات» ثم إجراء ترميم بسيط لهذه الآثار عن طريق الألوان.
اختيار الفريق التطوعى لمدرسة «الأمير مثقال» لم يكن فقط لكونها مكاناً أثرياً بل لأنها المنطقة التى شهدت مولد الأديب العالمى نجيب محفوظ، فبعد انتهاء عمليات التنظيف قاموا بعمل معرض لأهم صور الأديب العالمى وصور لرواياته لتوعية أهل المنطقة بأنها منطقة أثرية قائلاً: «نحن راضون بدورنا كحرّاس الحضارة المصرية وأمنيتنا أن ننجح».