دارين فرغلى تكتب: كل عام وأنت حبيبى
دارين فرغلى
قبل 6 سنوات اتخذت قراراً كنت أراه حينها الأصعب فى حياتى، أن أترك بيتى فى جريدة «المصرى اليوم» التى كنت قد جئتها طالبة تخرجت للتو من كليتها، وبدأت مشوارى هناك على سلالم الجريدة، متدربة صغيرة لا مكان لها على المقاعد المكتظة بالصحفيين الكبار، 6 سنوات أحببت فيها المهنة والجريدة ولأجلهما تحملت الكثير من الصعاب، حتى أصبح لى مقعد ومكتب وعقد يثبت تعيينى وعضوية بنقابة الصحفيين ومجموعة من الجوائز الدولية وشهادات التقدير التى اقترن فيها اسمى مع اسم «المصرى اليوم».
لهذا كله لم يكن تركى لها أمراً سهلاً بالمرة، ولكن ما كان يهوّن علىّ الأمر حينها أننى كنت ممن اختارهم أستاذى العزيز مجدى الجلاد ليبدأ معهم تجربة صحفية جديدة اسمها صحيفة «الوطن».
فى الحقيقة لم أكن يوماً أعتقد أننى سأحبها وأتعلق بها كما فعلت بى «المصرى اليوم»، كان شعورى أشبه بشعور أم أنجبت طفلها الأول وتعلقت به وأخذت تردد فى نفسها أنها مهما أنجبت سيظل هذا الأول هو الأقرب لقلبها، واليوم وأنا أحتفل مع زملائى بمرور 6 سنوات على صدور جريدة الوطن، أعترف أمام نفسى والجميع أننى أحببتك يا «وطن»، أحببتك لأنك التجربة التى شاركت بها منذ أن كانت فكرة حتى أصبحت الآن على رأس قائمة الصحف الخاصة.
أحب «الوطن» التى كانت وما زالت همها الأول والأخير هو «مصر» ولأجل هذا تعرضت للكثير من المخاطر أيام حكم الجماعة الإرهابية، أتذكر أننى هرعت يوماً من منزلى إلى مقر الجريدة بعدما علمت بمحاصرته من قبل مجهولين أتوا سعياً لحرقه.
أحببت «الوطن» لأننى شعرت فيه أننى ابنة كبرى لعائلة صحفية تدير الجريدة، نفكر معاً دائماً فى أفكار جديدة نطور بها جريدتنا، نناقش المشاكل ونضع معاً الحلول، ندرب جيلاً جديداً من الصحفيين ونعطيهم من خبراتنا، يطلق علينا أستاذى محمود مسلم رئيس تحرير الجريدة أنا وبعض زملائى ممن بدأوا مع «الوطن» من الصفر لقب «الكبار»، يلقى علينا هذا مسئولية نحاول نحن جاهدين أن نكون على قدرها.
وكيف لى لا أحب «الوطن» وأنا أرى كلمات الشكر والإشادة منشورة بصفحاتها على مدار الأيام الماضية من صحفيين شباب جاءوه طلبة يبحثون عن تدريب فأعطتهم الفرصة حتى لمعت أسماؤهم على صفحاته.
كل عام ورؤسائى وزملائى فى «الوطن» بخير.. وكل عام وأنت حبيبى يا «وطن».