تجلس داخل إحدى قاعات المركز المصري للثقافة والفنون (مكان)، على كرسيها الخشبي، وسط فرقتها الموسيقية، ومجموعة مقبولة من الجمهور، الغالب عليه الشباب، تبدأ في غناء مجموعة متنوعة من المواويل والأغاني الشعبية التي كانت سببًا أساسيًا في صناعة اسم جمالات شيحة.
جمالات شيحة، واحدة من رائدات فن المواويل في مصر، التي بدأت مسيرتها الفنية في سن الثانية عشر، داخل الموالد والأفراح الشعبية التي تُحييها في قريتها "كوم حلين" بمحافظة الشرقية.
تأثرت الفنانة، الراحلة عن عالمنا اليوم الخميس، في سن 85 عامًا، بالأغنيات التي تقدمها، حتى تتمكن من التعبير عنها، لكن أغنية "حمال الأسية"، الخاصة بالفنانة فايزة أحمد، هي من تجعل دموع "جمالات" تنزل حتى ولو كانت في حفل أمام العشرات من جمهورها.
"بينسوك الحبايب.. ولو طال الغياب، تروح تسأل عليهم.. ولا يردوش جواب"، مع دندنة هذا المقطع من "حمال الأسية"، تنغمر أعين جمالات شيحة بالدموع.
تذوقت جمالات شيحة طعم الفراق، بعد وفاة زوجها، التي ارتبطت به منذ سن صغيرة، مثلها كجميع فتيات الريف، وكان زوجها "صول" في البوليس، لم يمنعها من الغناء كان سندها دائما، قالت عنه إنه أكبر داعم لها، كان ينتظرعودتها من حفلاتها ليرفع من معنوياتها "كملي يا جمالات هتوصلي للي إنتِ عايزاه".
وعن سر بكاءها عند غناء أو سماع كلمات "حمال الأسية"، قالت جمالات شيحة، في حوار لها ببرنامج "جمع مؤنث سالم": "الكلام جارح، بيفكر عليا اللي حصل، راجلي متوفي وابني كمان اتوفى".
تعليقات الفيسبوك