عبير العربى تكتب: واحد حلم وصلّحه
عبير العربى
تبدو هى الأحلام جميلة مطيعة سهلة عندما ننسجها فى خيال ليل طويل، نرسمها كما يحلو لنا تماماً أن نحققها، ونعطى أنفسنا أحقية أن نخرجها إلى أرض الواقع كما نسجناها ونسجنا ذاتنا فيها.
إنه الحلم، حلم تحقيق الذات الذى يريد الكثير منا انطلاق بداياته حالماً بصنعه، فمن أراد أن يكون طبيباً صور خيالاً البالطو الأبيض والعيادة الشاسعة، والسماعة التى تنبض بحلمه فى خيال يتسع ما بين السماوات والأرض، حتى المرضى يستحضره الخيال المنسوج حتى تكتمل الصورة على أكمل وجه، وكذلك الصحفى الذى حلم أن يكون مشهوراً معتلياً منابر الإعلام برؤيته وصوته متجولاً فى عقول الجماهير صانعاً ومشكلاً للرأى العام، والمهندس الكبير الذى يصنع طريقاً يحمل البشر على إنجازه ولافتة كبيرة تقول تنفيذ فلان، وهكذا رجل الأعمال الذى بدأ بمصطلح تاجر صغير ثم كبير ثم هذا المسمى الأول رجل الأعمال. وما أن تسكنا هذه الروح العتية وننهض من خيال الليل المتسع على أرض الواقع المرتبك، هامين القامة والعزم، مسمين الله فى بداية الخطوة الأولى، إلا ونجد الفرق بين حلم الخيال المريح السهل، وبين حلم الواقع الصعب، ، لست محظوظاً، معنديش واسطة، ولا مادة ولا داعم، قد يكون، ولكن قل الحظ لا يصنع الطريق، والواسطة لا تضمن الاستمرارية، والمادة ماذا سيكون دورها وماذا هى صانعة بعقول خاوية. الصفر جاء قبل الواحد وهو البداية لعد أرقام لا حصر ولا نهاية لها، كما أنه هو الذى يزيد القيمة لأى رقم تضعه ودون الصفر تصبح المحصلة صفراً.
عند نجاحك وتحققك ستجد كل الملامح التى تجاهلتك ضاحكة مرحبة تتمنى إلقاء الضوء على تجربتك أو حتى الاستفادة منها ستواجهك ابتسامات صفراء لكنك حتماً ستستمتع بانتصارك فيها، اشحن طموحك بتوجيه سؤال واحد لأشخاص عدة، وليكن إلى رئيس جامعة، محافظ، طبيب مشهور، رئيس تحرير صحيفة، مهندس كبير، كيف بدأتم المشوار، ومن أين أتيتم، وكيف حققتم وتحققتم؟ الإجابات ستصنع منك شخصاً يسير كالرهوان على الأرض، لا أحد إلا وأمسك فى حلمه وصلّحه وأصلحه وتحايل عليه حتى جاء بهم أو بهؤلاء الذين كثيراً ما رددنا ونردد أسماءهم، إنها سنة الله فى كونه، إنها معادلة الحياة. سلام على أشخاص نجحوا فى ظروف كأعاصير عاتية، سلام عليك أنت إذا قررت أن تكون كبدايات حلم جميل.