رحاب عبدالراضى تكتب: «انطوائية» تحب الحياة
رحاب عبدالراضى
حلمت أعواماً بالصحافة وبعملى بها، ولكنى لم أكن قادرة على خوض التجربة نتيجة خوفى الشديد من دخول عالم جديد يخالف طبيعتى «الانطوائية» آنذاك.. ما زلت أتذكر هذا اليوم بكل ما فيه، واستعدادات سابقة له، واستيقاظى مبكراً، حيث لم أكن قادرة على النوم فى تلك الليلة، نتيجة تفكير عميق «هل سأقبل هل سأنجح هل سأفهم طبيعة العمل؟» أسئلة كثيرة تبادرت إلى ذهنى أثناء جلوسى لمقابلة الأستاذ هيثم دبور، الذى لاحظ خوفى فحاول أن يطمئنى، ليخبرنى بالاستعداد للعمل من اليوم نفسه، ولكننى لم أكن أتوقع ذلك، وظللت فى تخبط وخوف حتى ساندتنى رئيسة قسم التوك شو آنذاك «سهيلة حامد»، التى تحملت بطئى فى الكتابة مع طبيعة القسم السريعة بالعمل على المؤتمرات حتى أخذت من أدائها وحبها للفن وعالم السوشيال ميديا. أيام وأيام تمر وتغير الحال من خوف لطمأنينة من إحساسى بالغربة إلى إحساس الوجود وسط أهلى وبيتى، أدركت تماماً معنى «الوطن قوته فى ناسه».
حبى للعمل و«التفانى به» مثلما تقول صديقتى «منة» ومديرى الخلوق «الأستاذ سعيد»، جعلنى لا أحب الإجازات، أشعر بها كأنها ثقل على قلبى، فاليوم يمر بطيئاً بعيداً عن أجواء اعتدت على ممارستها يومياً ورواية تفاصيل يومى مع أعز صديقاتى «نرمين»، فتكونت شخصيتى، تغيرت حياتى تقدمت وسعيت لأن أكون أفضل حتى لاحظ جميع من حولى ذلك، ولكننى أحب هذا التغيير وأحببت الحياة معه من خلال خمسة أعوام قضيتها فى بلاط جلالة «الوطن».
وبرغم الانكسارات والإحباطات والتحديات التى واجهتها منذ المجىء لهذا البيت الصغير وأنا لم أكمل عامى التاسع عشر، لم أكن قادرة على ترك هذا «الوطن» يوماً ولا أعلم سبباً لذلك سوى حبى له وارتباطى بناسه.