أروا الشوربجى تكتب: تحققت أمنية الثانوية العامة
أروا الشوربجى
«تشتغلى فى الوطن؟»، كُنا فى السنة الأخيرة بالجامعة، حين سألنى أحمد على، رفيق المشاريع والتسليمات، أعتقد أننى لم أفكر للحظة واحدة قبل الرد: آه طبعاً.
شارع محيى الدين أبوالعز، المقر القديم والأقرب لقلبى، كان اليوم الأول، وضعت غادة على، رئيسة قسم المرأة حينها، ورقة بيضاء أمامى، لأفرغ فيها أفكاراً «جديدة»، اليوم الأول لتكون هذه الكلمة هى «الهاجس» الذى يطاردنا، طوال الست سنوات.
فى سيكشن صحافة تعلمت أن الأشكال الصحفية هى: الحوار، التحقيق، الخبر، لكن ما هو «الفيتشر»، الذى تطلبه منا غادة؟ الكثير من الأسئلة حتى وجدت «أم كريم» بائعة الخرشوف، لتكون بطلة أول فيتشر عليه اسمى فى النسخة الورقية، قبل ذلك، جلست بجانب غادة تقرأ وتعدل، 3 مرات أهد الكتابة وأبدأ مرة أخرى، تحملت غادة الكثير من فقدانى لـ«الهمزات»، لكن فى المرة الثانية حصلت على جائزة أحسن موضوع إنسانى لمشروع التخرج، فكنت تعلمت ما هو الفيتشر.
«هيثم دبور»، يعنى الموقع الإلكترونى لـ«الوطن»، صوت عجلات حقيبته، أفكار يوم الجمعة، ورق خصومات أفكار التطوير، هكذا نتذكر الأيام «المرعبة» الأولى، لكن بالنسبة لى، كانت عودته لرئاسة تحرير الموقع مرة أخرى هى الفارقة، وسؤاله: «عايزة تعملى إيه يا أروا؟»، ربما رأى ما لم أره أنا فى نفسى، فأعطانى ثقة فى نفسى، مع كل المرات التى آتى إلى مكتبه: أنا مبسوط من شغلك الشهر ده».
داخل «الوطن» حققت الكثير من أمنيات «الثانوية العامة» فى المجال الذى تختار دراسته لأول مرة بنفسك، والطريق الذى تحملت السير فيه، لكنى وصلت، هناك الكثير من التفاصيل والأحداث والذكريات، ويظل «ناسه»، من رحل ومن بقى منهم، قوته الحقيقية التى نتمسك بها دائماً.