"جيهان" ضحت بحلمها لتربي أبناء شقيقتها: "كان نفسي ألبس فستان أبيض"
جيهان
بين ليلة وضحاها أصبحت جيهان محمد أمًّا لـ5 أبناء لم تلدهم، فبعد رحيل شقيقتها أخذت دورها وتزوجت من زوجها لتربي صغارها، ضحت بفرحة الفستان الأبيض واختيار شريك العمر لتدخل على "فرشها" وتعيش عيشتها حتى رحل الزوج أيضًا بعد أن اخترق السرطان جسده من زواجهم بأشهر قليلة.
كانت ابنة الأربعين على موعد مع تحمل مسؤولية كبيرة لم تكن تتخيلها تلعب فيها دورين ما أصعبهم عليها الأب والأم تربي وتعلم وتزوج وتحتضن وتطبطب: "كان عندي دهب من بيت أبويا بعته وجوزت البنتين"، يتبقى ثلاثة صغار في المراحل التعليمية الأولى تسعى لترى فيهم شبابها الذي سرق من بين يديها ولم تشعر: "هما فرحتى اللي غابت"، لم تشعر للحظة خلال الـ7 سنوات الماضية أنها ليست الأم الأولى لهم فهي تخاف عليهم وتفعل كل ما في وسعها لتراهم سعداء: "مبخليش حد فيهم محتاج حاجة".
لم تتخيل يومًا أن تكون هذه حياتها التي رسمتها في مخيلتها لسنوات، إلا أن حبها لشقيقتها وأبنائها جعلها تضحي: "موتها كسرني لأننا كنا صحاب وخوفت من جوزها لأنه كان بيضربها"، تسترجع بذاكرتها تلك الليلة التي كانت ترتدي فيها جلبابًا أسود وتبكي: "لسه لحد النهاردة كل ما أفتكر أعيط، كنت حاسة أني عاملة عملة مش عروسة"، رغم رفضها في البداية إلا أنها تراه القرار الأفضل في حياتها: "الله أعلم كان مصير العيال دي إيه دلوقتي".
تحكي أنها كانت راضية بما قسمه الله لها ولكن مرض الزوج بسرطان في النخاع عكر صفو حياتها: "نام في السرير 3 سنين بيتألم لحد ما استسلم للموت"، حزنت عليه بشدة لأنها أحبته وكان ونعم الرفيق لها: "دعالي وهو بيموت ووصاني على العيال"، فقدت إحساس الأمومة للأبد لكنها عوضته في تربية الأولاد: "كلهم مولودين على أيدي وبيقولولي يا أمي"، تعيش في بيت صغير برفقة الأبناء الثلاثة بمنطقة الساحل بشبرا على معاش والدها فقط ومساعدات أهل الخير: "ربنا ما بينساش حد".