أسبوع الجاليات يعيد «الجريج» إلى هوى الإسكندرية
المسرح الروماني
«من الحجر إلى البشر»، تفوح رائحة التراث اليونانى فى كل شبر من شوارع الإسكندرية، بداية من حدائق «أنطونيادس»، ذات المسلات والأعمدة والتماثيل النادرة للشخصيات الأسطورية والتاريخية الإغريقية، وحتى البصمات اليونانية فى شوارع المدينة ومناطقها، مثل لوران وجليم وباكوس وجناكليس وسوتر، وجميعها أسماء تعود لشخصيات يونانية عاشت فيها، وتركت تراثاً ثقافياً وصروحاً اقتصادية يخلدها التاريخ.. «فالأرض إسكندرانية والروح يونانية».
ويُرجع أساتذة التاريخ سر تشبع الإسكندرية بالحضارة اليونانية إلى أن اليونانيين هم من استكملوا بناء الإسكندرية بعد وفاة «الإسكندر الأكبر»، واستمرار وجودهم الكثيف على أرض مصر حتى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، بالإضافة إلى مواقف الجالية اليونانية الداعمة لمصر عبر التاريخ.
بصمات الحضارة اليونانية فى مدينة الإسكندر تضم مطاعم ومسلات وأعمدة ومتحفاً ومؤسسات ثقافية
ولم يظهر الطراز اليونانى فقط فى شوارع ومبانى الإسكندرية، بل سيطر أيضاً على المطاعم والكافيهات، وأسماء الأكلات الشعبية، وتشابه العادات، ليؤكد أن الشعبين المصرى واليونانى هما الأكثر تقارباً بين شعوب دول البحر المتوسط.
وبعين باحثة عن «الجذور»، تجولت «الوطن» فى شوارع المدينة، التى صُممت على الطراز اليونانى، ودخلت أزقة منطقة «الإبراهيمية»، الحى الذى جمع أغلب اليونانيين أو «الجريج»، واستكشفت أسرار الارتباط بين الإسكندرانية وأبناء الجالية اليونانية.