كاهن كنيسة بكرداسة لـ«الوطن»: ننتظر وعد الجيش بالترميم
ما زالت تلال من آثار الهدم ومخلفات حريق كنيسة الملاك ميخائيل بمنطقة كرداسة قائمة منذ الأحداث التى وقعت فى 14 أغسطس الماضى، بالتزامن مع اقتحام قسم كرداسة والمجزرة التى راح ضحيتها 13 ضابطاً ومجنداً. واستكمل مرتكبو الجريمة مخططهم بالاعتداء على الكنيسة لاعتراضهم على عبارة للأنبا تواضروس أيد بها الفريق عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع. القمص يوليوس سعد، كاهن كنيسة الملاك ميخائيل، بدأ حديثه لـ«الوطن» بصوت حزين قائلاً: «منذ يوم 14 أغسطس المشئوم والكنيسة تعانى من آثار الهدم، ونحن نعمل الآن على تجميع آثار الحريق بعد المعاينة تمهيداً لتولى الجيش ترميمها بالتنسيق مع هيئه الإسكان والتعمير على حد علمنا».
ويروى الأنبا يوليوس الأحداث: «فى هذا اليوم كنت فى بيتى، وهاجم عدد كبير من أهالى كرداسة المؤيدين للإخوان الكنيسة، رغم عدم عداوتنا لأحد، وبكينا على كنيستنا وبذلنا مجهوداً كبيراً لتجميلها، وتدمير وحرق المقدسات حرام، المفروض إنها زى الجامع نبكيه إذا مسّه سوء»، ويتابع: «36 يوماً لا يوجد أمن ولا أمان ولا حياة مستقرة، حتى شعائرنا الدينية لم نستطع تأديتها. وعند سؤالنا عن سبب التأخير يجيبون بأن كرداسة لها خطة عظيمة لكنها ستتأخر، ولم نتمكن من تأدية شعائرنا والصلاة سوى يوم الأحد الماضى بعد وجود الجيش والشرطة، ولكن فى الخفاء لأننا لم نستطع دخول الكنيسة فى العلن خوفاً من تعديهم علينا مرة أخرى». وعن حياتهم قبل الأحداث قال القمص يوليوس: «المعاملة مع المسلمين وجميع أهالى كرداسة جيدة ولا بأس بها، وما حدث مخطط سياسى والأمور واضحة من البداية، كلهم كانوا أنصار مرسى وطبيعى أن يصدر منهم ذلك، والدين الإسلامى عمره ما قال كده». وبعد لحظات من الصمت يقول القمص يوليوس: «لست حزيناً على الكنيسة ولا الورق بالمركز، ولكنى حزين على حياة الضباط الأبرياء، وأنا لم تجمعنى بهم علاقة وطيدة سوى عند اللجوء لهم فى الشئون الإدارية، كانوا يراعون مصالحنا، ونتمنى أن ينفذ الجيش وعده بترميم الكنيسة». أما طلعت توفيق، كهربائى بالكنيسة، وشاهد عيان على الحريق، فيقول لـ«الوطن»: «كنت موجوداً ومعى سعيد وأسعد ومجدى، ودخل علينا عدد قليل من الإخوان، وقبل حرق القسم قالوا (إحنا هنحرق القسم وراجعين تانى)، وبعد حريق القسم وفى نفس الساعة دخل الكنيسة عدد كبير جداً من المأجورين والمرتزقة وبلّغنا عنهم، ولكن الكثير منهم لم يتم القبض عليه لأن عددهم كان يفوق 200 شخص، وإصابتى كانت 16 غرزة فى رأسى، أما أسعد فانهالوا عليه بالشوم والحديد، وبالنسبة لسعيد لو كان تحرك حركة واحدة لقتلوه، وأصيب مجدى بـ15 غرزة وكسر فى ذراعه».