رسومات مختلفة تزين شارع زينهم بحى السيدة زينب، تُضفى على المكان مسحة من الجمال، يجلس أمامها لطفى أحمد، واضعاً قدماً على الأخرى، يدخن من «البايب» الذى لا يفارقه طوال الوقت، ينفث دخانه فيتطاير فى الهواء فوق اللوحات، يبلغ «لطفى» من العمر 78 عاماً، ما زال يرسم، الفن هو الهواء الذى يتنفسه، بدأت موهبته فى لندن عندما كان شاباً، عاش فيها 25 عاماً ورسم فى شوارعها: «كنت أرسم الأهرامات والقلعة ومصر القديمة، كنت برسم بلدى مصر».
ردود الفعل على اللوحات التى يرسمها كانت تسعده وتدفعه لرسم المزيد، سافر أيضاً إلى النمسا، ألمانيا وإيطاليا، وبعد سنوات قرر الاستقرار فى مصر، وتحديداً فى حى السيدة زينب بالقاهرة مردداً جملته الشهيرة: «تروح شرق، تروح غرب، وطنك هو الأفضل دائماً»، مؤمناً بأن الغربة صعبة: «هنا العيلة والقعدات الجميلة اللى مش موجودة فى أى مكان فى العالم، هنا كل حاجة حلوة».
لديه طقوس معينة أثناء الرسم بخلاف تدخين «البايب»، يحب سماع الأغانى القديمة، يشغل الراديو الذى يصدح مرة بصوت منيرة المهدية، وأخرى بصوت أم كلثوم وأكثر أغنية يسمعها هى «ليه يا بنفسج» لصالح عبدالحى، على الرغم من غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار، إلا أن «لطفى» يؤكد اهتمام الكثيرين بالفن، أحياناً يبيع لوحات سعرها يصل إلى 4000 جنيه: «على الرغم من أن الحياة لاهية الناس، لكن فيه زبون بيقدر الفن».
خبرته الطويلة فى مجال الرسم قرر نقلها لغيره، عن طريق تعليمهم الرسم مجاناً، يأتيه طلبة من كليتى الفنون الجميلة والتطبيقية، وأطفال وغيرهم: «ألاقى واحد عنده موهبة وعايز يتعلم، وأنا ربنا كرمنى، فبعلمهم وببقى مبسوط، ومش بعلم حد إلا إذا لقيت عنده موهبة».
تعليقات الفيسبوك