خبراء: النظام الجديد للثانوية شعارات محكوم عليها بالفشل
د.طارق شوقى
انتقد بعض الخبراء التربويين تصريحات د.طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، بشأن وضع نظام جديد للثانوية العامة، ويتضمّن إجراء 12 امتحاناً خلال السنوات الثلاث، على أن تُحتسب درجات أفضل 6 امتحانات التى سيتم وضعها فى بنك أسئلة بمقر جهة سيادية، حيث يرى الخبراء الذين تحدّثوا لـ«الوطن» أن هذه التصريحات مجرد شعارات يصعب تطبيقها، فضلاً عن أن النظام محكوم عليه بالفشل من البداية، لأنه لن يقضى على شبح الدروس الخصوصية، الذى يؤرق كل الأسر المصرية. يقول الدكتور كمال مغيث، الباحث بالمركز القومى للبحوث التربوية: إن تصريحات وزير التربية والتعليم شعارات لم يتم تطبيقها من قبل، وبالتالى من الصعب الحكم على مدى نجاحها فى مصر. وتابع «مغيث» أن «المعلمين مشغولون بالانتهاء من المناهج، فكيف سيتم تطبيق هذا النظام؟»، لافتاً إلى أن كل تصريحات الوزير نظرية، ولم يقدّم ورقة وحيدة لمناقشتها مع خبراء التعليم. وكشف أن النظام الجديد لا يمكنه القضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية، لأن هذه الظاهرة موضوعية ومرتبطة برواتب المعلمين، مشيراً إلى أن وزير التعليم كان يجب عليه أن يسأل نفسه عدة أسئلة، منها: هل تم تدريب المعلمين على مهارات استخدام التابلت؟ وهل لدى الطلاب القدرة على التعامل الواعى والمهنى مع التابلت؟ وهل المدارس مجهّزة من ناحية البنية الأساسية للتعامل مع التابلت؟ وأخيراً هل هناك تجربة مسبقة للتعامل مع التابلت داخل المدارس؟ مؤكداً أن كل هذه الأسئلة كان يجب على القائمين باتخاذ هذا القرار أن يأخذوها فى الاعتبار بل يقدموا إجابات عنها للمختصين وللرأى العام.
«مغيث»: الخطة لن تقضى على الدروس الخصوصية.. و«شاهين»: لم تعرض على المعلمين
من جانبه، قال عبدالناصر إسماعيل، الخبير التربوى، إن طرح وزير التربية والتعليم فكرة تطوير منظومة الثانوية العامة فى مصر ليست جديدة، موضحاً أن هذا النظام مطبّق بالفعل فى بعض مدارس المتفوقين لكن مع الفارق. وأوضح أن هناك أبنية مدرسية جيّدة فى تلك المدارس، لكن بالمقارنة مع مدارس الثانوية العامة الأخرى سنجد أنها ذات كثافة طلابية عالية، وبعضها مدارس تعمل على فترتين، ولا يوجد تدريب للمعلمين للتعامل مع هذا النظام الجديد، حيث إن هذا النظام سيعمل على تغيير تفكير المعلم بشكل كامل، ولا يوجد إمكانيات مالية للإنفاق على تدريبات الطلاب للتعامل مع التابلت.
وأكد الخبير التربوى أن هناك مدارس فى القرى تفتقد وجود الكهرباء، لافتاً إلى عدم وجود ميزانية معلنة لتطوير هذه المدارس، وبالتالى تطبيق نظام على أوضاع سيئة داخل منظومة التعليم هو إعلان للفشل من البداية. وأعلن الخبير التربوى أنه مع فكرة التطوير، لكن عند تطبيق نظام التطوير مع بيئة غير ملائمة ستأتى بنتيجة عكسية، مشيراً إلى تصريحات وزير التربية والتعليم بأن هذا النظام سيُحد من ظاهرة الدروس الخصوصية. وعلق الخبير التربوى: «هناك خلل فى طريقة التفكير فى ما يتعلق بتطوير التعليم، فعندما توجد لدىّ رغبة فى التطوير لا أعالج أعراض المرض، لكن يجب أن أعالج المرض نفسه، وهو الدروس الخصوصية التى تعد مرضاً مزمناً تسبّب فى انخفاض جودة التعليم داخل المدارس، وانخفاض رواتب المعلم، وبالتالى علاجه بإنهاء سيطرة المدرس على الطالب، وهو أمر لم يأتِ بجديد. وتابع «إسماعيل»: «كل هذه التصريحات أشبه بمساحيق تجميل لمنظومة تعليم رديئة، كما أننى أتصور أن المقصود بهذا التطوير الذى يسعى له الدكتور طارق شوقى هو فك الارتباط بين الثانوية العامة والجامعة، وما يؤكد ذلك هو تدخّل البنك الدولى لتطوير التعليم فى مصر».
ويقول إبراهيم شاهين، وكيل أول نقابة المعلمين، إن تصريحات وزير التربية والتعليم ظاهرياً تنبئ بمستقبل باهر فى التعليم، لكن أفكار التطوير التى يصرّح بها دائماً لم تُعرض على المعلمين أنفسهم وهم أساس المنظومة.