مساعد الوزير للأمن المركزي لـ«الوطن»: هروب 60 في أحداث كرداسة بينهم عبدالماجد وغزلان والزمر
قال اللواء أشرف عبدالله مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن المركزي، إن العملية الأمنية التي شنتها القوات بالاشتراك مع القوات المسلحة على منطقتي كرداسة وناهيا، والتي بدأت فجر الخميس الماضي حققت نتائج مبهرة في غضون ساعات قليلة، وكان أحد معايير نجاحها عدم سقوط قتلى ومصابين في صفوف الأهالي والعناصر الإجرامية.
وأكد اللواء عبدالله، في حواره لـ«الوطن»: «أن حصيلة الأعداد التي تم إلقاء القبض عليها في كرداسة وناهيا وصلت إلى أكثر من 170 متهماً، بينهم ما يقرب من 110 في منطقة كرداسة وحدها، والباقي في ناهيا، لافتا إلى أن العمليات مستمرة إلى أجل غير مسمى حتى تطهير تلك البؤرة الإجرامية بالكامل وتحقيق السيطرة الأمنية الكاملة».
وإلى نص الحوار:
* ماذا كانت تعني كرداسة بالنسبة لجهاز الأمن بعد فض اعتصامي النهضة ورابعة؟
- كرداسة تعتبر بؤرة إجرامية شديدة الخطورة لم تؤرق جهاز الشرطة وحده بل كانت تؤرق مصر كلها نظراً لقيام عدد من العناصر الإجرامية باتخاذها ملاذاً لها، وتنامت البؤر الإجرامية بها منذ يناير 2011 وبدأت الدولة تفقد السيطرة عليها، وكنا نتوقع أنه بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة في مصر سوف يكون هناك رد فعل، لكن لم نكن نتوقع أن رد الفعل سيكون بهذه الخسة والانحطاط الذي لا يخطر على بال إنسان. وفي النهاية نحن رجال الشرطة، فلا يُعقل في النهاية أن يتم ذبحنا وسحلنا في الشوارع بهذه الطريقة البشعة التي لا تعرفها أي شريعة.[FirstQuote]
* منذ متى بدأ التخطيط لاقتحام كرداسة؟
- بدأ التخطيط لها في 16 أغسطس عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة.
* ولماذا تأخر تنفيذ العملية كل هذه الفترة؟
- نظرا للطبيعة الجغرافية والسكانية للمنطقة، التي استلزمت إعداد العديد من الدراسات الأمنية حول طبيعة المنطقة لوضع الخطة الأمنية لاقتحامها، وتم إعداد أكثر من نموذج محاكاة لطبيعة كرداسة ولتدريب القوات على كيفية الاقتحام والدفع بعناصر الاستطلاع لتصوير أماكن العناصر المطلوبة حتى يتسنى للقوات تنفيذ المهام بدقة، دون اقتحام أي منازل خاصة للمواطنين الأبرياء، ولو على سبيل الخطأ، وتأهيل القوات للعملية نفسيا ومعنويا وتسليحهم بالأسلحة الكافية.
* كيف ترى نتائج الحملة؟
- كانت مبهرة بشهادة الجميع، وحققنا نتائج لم نكن نتوقعها في وقت قياسي، ولم نتجاوز ساعات قليلة دون وقوع إصابات أو قتلى بين المطلوبين والمتهمين، سواء أكان ذلك في كرداسة أم ناهيا، والدليل أيضا على هذا النجاح وجود إشادة دولية بالطريقة التي تم تنفيذها بها.
* بخصوص عدم إصابة أو قتل أي من المطلوبين، كيف تمكن الضباط من السيطرة على أنفسهم أثناء إلقاء القبض على المتهمين؟
- أعتقد أن مهمتنا كانت تنفيذ القانون دون تشفٍ، ونفّذنا المطلوب فعلاً واستعدنا هيبة الدولة، ومن رحمة ربنا ونعمته علينا أن الله ألهم قواتنا الصبر الذى مكنها من ضبط المتهمين دون الانتقام منهم وبأقل الخسائر حتى السيدة التى تُدعى سمية شنن التى ألقت مياه النار على جثث الشهداء عندما تم إلقاء القبض عليها لم يمسها أحد بسوء.
* هل كانت هناك محاولة ودية لتسليم المتهمين في كرداسة؟
- طبيعة العناصر الإجرامية في هذه المنطقة تؤكد أن الحلول الودية لم تجدِ، وليس لدي علم بوجود حلول ودية أو لا، لأن مهمتنا تتلخص في الاستعداد لتنفيذ المهمة الأمنية.
* متى تنتهى الحملة في كرداسة وناهيا؟
- أي عملية أمنية يُحدد لها وقت البداية، ولكن وقت انتهائها يخضع لتحقيق النتائج المستهدفة، ولذلك فإن العمليات الأمنية مستمرة في كرداسة لأجل غير مسمى حتى يتم تطهيرها بالكامل.
* هل هناك عناصر هربت من كرداسة وناهيا؟
- هناك عناصر هربت بالفعل عددها يتراوح من 60 إلى 70 متهما، أبرزهم طارق الزمر وعاصم عبدالماجد ومحمد نصر غزلان العقل المدبر للمجزرة، أما عبود الزمر فليس مطلوبا من ضمن المتهمين.
* ما مدى تعاون الأهالي مع الأمن في تنفيذ العملية؟
- أهالي كرداسة ساعدوا قوات الأمن بشكل كبير من خلال إمدادهم بمعلومات عن أماكن تمركز العناصر الإرهابية، والأهالي شاركوا بـ50% في نجاح عملية التطهير.
* ماذا عن استشهاد اللواء نبيل فراج؟
- استشهاد اللواء نبيل فراج لم يؤلم جهاز الشرطة وحده، بل آلم المصريين جميعا، والدليل هو خروج آلاف المصريين أثناء تشييع جثمانه في جنازة عسكرية أمس الأول، كما أن استشهاده في بداية العملية زاد القوات إصرارا على إتمام العملية.
* ما حجم القوات المشاركة فى عملية كرداسة وناهيا؟
- القوات المشاركة في ناهيا وكرداسة يقدر عددها بالآلاف من كل قطاعات الشرطة، وتم تسليحهم بأسلحة حديثة ومعدات تم استخدامها للمرة الأولى.
* ماذا عن العمليات الأمنية في دلجا؟
- دلجا قرية عادية صغيرة في المنيا تابعة لدير مواس، وبعد فض اعتصامي رابعة والنهضة تحولت إلى بؤرة تستقطب الإرهابيين والعناصر الخطرة، وذلك لأن الأحداث بدأت تتطور سريعاً بعد أن تحولت القرية إلى تهديد مباشر لكيان وهيبة الدولة، وقامت العناصر المتطرفة بقتل مسيحيين وحرق كنائس.
* وماذا عن الوضع الآن في دلجا؟
- الوضع الآن آمن ومستقر، والقرية آمنة بشكل كامل، ولكن القوات مستمرة بشكل مكثف لضمان عدم تكون بؤر إجرامية أو إرهابية مرة أخرى.
* وهل هناك خطط أخرى لمداهمة البؤر الإجرامية؟
- هناك خطة موسّعة تتم بالتنسيق مع القوات المسلحة لرصد جميع البؤر الإجرامية ومهاجمتها وتصفيتها، واحدة تلو الأخرى.
* هل هناك عمليات مماثلة لكرداسة في وقت قريب؟
- بإذن الله.
* ما مدى دعم الدولة للشرطة الآن في ظل الأحداث الجارية؟
- الدولة تدعم الشرطة الآن بشكل كامل، فمنذ 25 يناير انهارت الشرطة، ولكن الآن بعد تدعيم الدولة والشعب، استعادت الشرطة قوتها وهيبتها وبدأت في تحقيق الأمن والاستقرار في الشارع، وقبل ذلك كانت محاولة إسقاط الشرطة تتم بمعرفة الإخوان بدعاوى هيكلة الشرطة وتطهيرها، ولكن كان المقصود منها إسقاطها وإسقاط هيبة الشرطة، وللأسف بعض العناصر الإعلامية المغرضة ردّدت هذه الدعاوى التي لا تهدف إلا لإسقاط مصر.
* الرئيس المعزول محمد مرسي كان يردد دائماً أنه يدعم الشرطة؟
- «مرسي» كان يردّد هذا الكلام دائماً ولكنه لم يفعل شيئاً للشرطة وإنما كان يردد هذا الكلام للوقيعة بين الجيش والشرطة، والدليل أنه رفض تكريم شهداء الشرطة الذين سقطوا قبل توليه الرئاسة، وكان يعمد دائماً إلى إرهاب الشرطة.[SecondQuote]
* ما طبيعة الضغوط التي تعرّضت لها الداخلية أيام الرئيس المعزول مرسي؟
- لم يكفوا عن التدخل في جهاز الشرطة، ولكن الحقيقة أن التاريخ لن ينسى للواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، صموده فى وجه هذه المحاولات، خصوصاً رفضه تعليمات مباشرة لإعادة الضباط الملحتين إلى العمل، ولن ينسى له أيضاً رفضه أخونة جهاز الشرطة عندما طلبت منه جماعة الإخوان إلحاق أعداد كبيرة من الطلاب المنتمين إليها والحاصلين على ليسانس الحقوق بكلية الشرطة.
* هل تلقيت أنت شخصياً تعليمات من الرئيس المعزول مرسى؟
- لقد حسمت الأمر من البداية عند زيارة «مرسى» لنا فى قوات الأمن المركزى، وفوجئ وقتها بتأكيدى على أن جهاز الشرطة جهاز وطنى ولن ينحاز إلا إلى الشعب، وإنما كان يسعى إلى تدعيم أركان حكمه لخدمة جماعته، وهو ما رفضناه من أصغر ضابط وحتى وزير الداخلية.
* وماذا عن الطلبة الإخوان فى كلية الشرطة؟
- كلية الشرطة فيها الآن أكثر من 70 من أبناء قيادات الإخوان، من أبرزهم نجل القيادى عصام العريان، ولكن التعامل معهم سوف يكون وفقاً للقانون، فبمجرد صدور أحكام ضد آبائهم سوف يتم إصدار أحكام ضدهم، ويتم نقلهم إلى كلية الحقوق.
* ماذا عن الدعوات المطالبة بعودة الحرس الجامعى ووجود مطالب بتحرك قوات الأمن المركزى من بعض رؤساء الجامعات؟
- لن ندخل الجامعات مهما حدث فيها إلا بقرار رسمى من النائب العام، وفى الوقت الحالى لن ندخلها إطلاقاً.
* ماذا عن العمليات التى تتم فى سيناء الآن؟
- العمليات في سيناء حققت نجاحا كبيرا ومذهلا، وتم قتل أعداد كبيرة من الإرهابيين وضبط كميات كبيرة من الأسلحة، والقبض على أعداد كبيرة من المتهمين من جنسيات سورية وفلسطينيين وأفارقة يقاتلون في مصر، وهؤلاء مرتزقة وأجانب، وتم ضبط كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة والخفيفة وتنفيذ عمليات واسعة مثل التي تمت في كرداسة في قرى التومة والمدهمة والشيخ زويد ورفح والظهير، كما أن المتهمين الذين ألقي القبض عليهم في سيناء معظمهم مرتزقة والعمليات مستمرة في تطهير سيناء.
* وماذا عن جبل الحلال الذي يأوي عناصر إجرامية شديدة الخطورة؟
- جبل الحلال فيه متهمون كثيرون من العناصر الإجرامية، واقتحامه بالشكل الذي يحقق نتائج طيبة ومضمونة يحتاج إلى دراسة أمنية نعدّها الآن «إحنا مش عايزين ننفذ مأموريات باستعجال، ونتأنى في دراسة العملية قبل تنفيذها».
* هل هي شائعات؟
- تلك الشائعات ترددت أيضاً من قبل إبان أحداث محمد محمود، وقامت النيابة العامة بأخذ عينات عشوائية من قنابل الغاز وبتحليلها والتأكد من مطابقتها للمواصفات.[ThirdQuote]
* ما مطالب الأمن المركزي؟
- الضباط والأفراد والمجندون يطالبون بمطلبين أساسيين، الأول هو الحماية القانونية من خلال إصدار قانون التظاهر وتضمّنه التفرقة بين المتظاهر السلمي وغير السلمي، وتشديد العقوبة على من يتعدى على الممتلكات العامة والخاصة، ودور الشرطة في حماية تلك المنشآت، وتفعيل قانون العقوبات فيما نص عليه في حق الدفاع الشرعي لرجل الشرطة، خصوصاً المادة 245 من قانون العقوبات، أما المطلب الثاني فتمثل في ميثاق شرف لجميع الأجهزة الإعلامية يضمن عدم التعدي والهجوم المفرط على أجهزة الشرطة دون سند، فضلاً عن تكريم الشهداء ومنحهم نوط الامتياز.
* ماذا عن الدعوى التي رفعها بعض الفقهاء الدستوريين لحل قطاع الأمن المركزي لاعتماده على تجنيد القوات المسلحة وعدم جواز ذلك، لكون الشرطة هيئة مدنية؟ وما عدد قوات الأمن المركزي؟
- تتكون قوات الأمن المركزي من 100 ألف مجند و4800 ضابط، مشيراً إلى أن ذلك العدد الكبير من المجندين لا يمكن أن يتم استبداله من خلال تعيين شرطيين درجة أولى، نظراً لاحتياج ذلك إلى اعتمادات مالية ضخمة تحاول الدولة توفيرها حاليا.
* وما دور تلك القوات؟
- دور تلك القوات يكون مثلاً خلال الانتخابات السابقة والاستفتاء على الدستور؛ حيث يقتصر دور الشرطة بشكل عام -وليس الأمن المركزي فقط- على تأمين اللجان الانتخابية من الخارج دون التدخّل في مجريات العملية الانتخابية لضمان قيام الناخبين بالإدلاء بأصواتهم في سهولة ويسر، مع عدم الدخول إلى اللجان، إلا بناءً على استدعاء من القاضي المشرف على اللجنة.
* وما مدى كفاية قوات الأمن المركزي لمواجهة التحديات في الشارع المصري حالياً؟
- نحتاج إلى زيادة قوات الأمن المركزي للدفع بهم في المسيرات التي تخرج وتتسم بالعنف من قبل جماعة الإخوان والمواجهات المستمرة للبؤر الإجرامية والإرهابية، خصوصاً أن أعداد المجندين الملتحقين بالأمن المركزي لم تزد كما تردّد بعد ثورة 25 يناير ولكنها تناقصت، في ظل اتساع دائرة المظاهرات وأعمال العنف في الشارع المصري، وانتشار السلاح الآلي والمتطور في أيدي العناصر الجنائية الخطرة والبلطجية، وهو ما يستلزم زيادة أعداد القوات للمواجهة السريعة والفاعلة.
* ماذا تقول للمواطن المصري في النهاية؟
- أقول للمواطن: إحنا عايزين إيديك في إيدينا، ودي بلدنا كلنا، وإحنا بإذن الله جاهزين نضحي بأرواحنا علشان نفديك ونفدي بلدنا.. محتاجين تعاونك الكامل ولو عندك أي معلومة مهما كانت بسيطة لا تبخل بها علينا، فجميعنا في مركب واحد.