الناجون من «عقار الموت» بالإسكندرية: 3 أسابيع على الكارثة.. ومازلنا فى الشارع
مرت 3 أسابيع على حادث سقوط عقار سيدى جابر، الذى راح ضحيته ضابط جيش متقاعد وزوجته و3 عمال بناء، ولا يزال عدد من قاطنى العقار يسكنون الشوارع ويقيمون داخل خيام بجوار أطلال عقارهم، رغم صدور قرارات من المحافظة بتوفير منازل بديلة والحصول على تعويضات مادية.
المكان كما هو منذ تركته قوات الحماية المدنية منذ 3 أسابيع، وأطلال العقار المنكوب لا تزال تملأ المكان، وأثاث الضحايا ومتعلقاتهم لا تزال تحت الأنقاض، والأهالى يجلسون بجوار بيتهم داخل خيام ينتظرون فرج الحكومة ووعود المحافظة.
قضت «الوطن» يوماً بين أهالى العقار المنكوب، الذين يستخرجون بقايا متاعهم من أسفل الأنقاض، ليجلسوا ويناموا ويأكلوا عليها، وبقايا ملابسهم ليرتدوها، وهناك من يخشى ترك الأطلال لما تضمه من مال أو ذهب يخصه، ويخشى أن يترك المكان فيضيع «شقا عمره»، وكذلك من ينتظر العثور على أوراقه ومستنداته المهمة التى طواها الحادث أسفل المبنى المتهدم.
مجموعة من سيدات الأسر المنكوبة يتخذن من مسجد «المدينة المنورة» بالشارع مأوى ينمن بداخله ويغسلن ملابسهن فيه، وأمام العقار المنكوب أقمن ما يشبه الكشك الخشبى لطهى الطعام للأسر المنكوبة التى تقيم معهن بالشارع.
من وسط الأنقاض صرخت السيدة فادية عبدالقادر صرخة تحمل نشوة النصر بعد أن عثرت على السخان الكهربائى الخاص بها، وهرعت إلى أحد الشباب طلبت منه أن يأتى به إليها؛ لأنها غير قادرة على التسلق، نظراً لكبر سنها، وأخذت عيناها معلقتين بالشاب وهى تردد عبارة: «خلى بالك عليه، اوعى يحصل له حاجة».
فى انشغال تام جلس أحد الأهالى وزوجته يبحثان عن ملابسهما، وكلما عثرا على شىء يخصهما، بدآ فى نفض الغبار عنه فى محاولة بائسة لإصلاح ما أفسده الحادث، لربما احتاجا خلال الأيام المقبلة لارتداء بعضها، رغم ما وصلت إليه من حالة رثة، وتسبب الحادث فى تمزيقها وإتلافها، خاصة أنهما منذ يوم الحادث بنفس ملابسهما يغسلانها ويجلسان بجوارها ينتظران أن تجف ليرتدياها من جديد.
يقول إبراهيم السيد، أحد الأهالى: انهيار العقار تسبب فى تشريد 16 أسرة، منهم من لجأ إلى أحد أقاربه أو جيرانه وأقام عنده، ومنهم من هو مثلنا لم يجد سوى خيمة يقيمها بجوار منزله، بالرغم من أن المحافظة سبق أن وعدتنا بتوفير أماكن بديلة ومنحتنا 100 جنيه يومياً، لكن لغاية دلوقتى ما شفناش حاجة غير الـ100 جنيه وفوطة وصابونة خدناهم أول يوم ووقعنا عليهم ومن ساعتها ما عطوناش حاجة تانية.
وقالت الحاجة صباح، من الأهالى: إن المحافظة أعلنت عن توفير أماكن بديلة لنا ومنحنا تعويضات مادية، لكن كل هذا مخالف للحقيقة؛ فنحن نسكن الشارع منذ يوم الحادث، ولم يمر علينا أحد ولا حتى مسئول بالحى، ومن يومها وأنا بالشارع وسط جيرانى.
من جانبه، صرح اللواء طارق المهدى، محافظ الإسكندرية، لـ«الوطن»، بأنه منذ اليوم الأول لانهيار العقار أصدر تعليمات واضحة بصرف مبلغ 1000 جنيه لكل أسرة لمدة 3 أشهر، وفتح مدرسة عبدالله النديم لهم ليقيموا بها بشكل مؤقت، لحين توفير أماكن بديلة. وأضاف: أرسلت إلى «التضامن الاجتماعى» وطالبتهم بعمل كشف بأسماء كافة ضحايا العقار، حتى يحصلوا على التعويضات اللازمة.
ونفى «المهدى» معرفته بإقامة الأهالى بالشارع بجوار منازلهم، قائلاً: ربما كان هناك من لم تذكره «التضامن الاجتماعى» ضمن الكشوف المستحقة للتعويضات، وربما كان هناك من يحاول استغلال الأزمة والجلوس بالشارع ممن لا ينتمون للعقار، لإجبار الحكومة على تعويضه، مثلما حدث من البعض الذين حاولوا إجبار الحكومة على احتساب أبنائها من شهداء الثورة بالمخالفة للحقيقة، واعداً بالتحقيق فى الأمر.