«جمهورية الست»: فنجان قهوة على صوت «أم كلثوم»
إحدى لوحات المعرض
كانت وما زالت أم كلثوم أو «الست» رمزاً لمشروع ثقافى عربى متكامل، فأداؤها الغنائى وصوتها العذب وآهاتها التى كانت تدوّى وسط الحضور وعبر أثير الإذاعة، جعلتها النموذج النسائى الذى تأثرت به سيدات جيلها، وحاولن تقليدها سواء فى تحدّيها لنفسها حتى أصبحت نجمة، أو فى ملابسها.
سيدات «أم كلثوم»، أو جمهورها من النساء، وهنّ من كافة الأطياف والطبقات، كنّ محور معرض الفن التشكيلى «جمهورية الست»، للفنان مصطفى رحمة، المقام حالياً فى قاعة بيكاسو بالزمالك، وبحسب وصفه: «جمهور الست من النساء يتمتعن بطقوس واحدة، فهن يشربن شاى ساعة العصارى مع قطعة جاتوه طازجة من جروبى، أو فنجان قهوة ببن مطحون بمطحنة منزلية صغيرة أُعدت للغرض نفسه، لتكون القهوة طازجة، ولا مانع من سيجارة ذات مبسم ذهبى لتعدل بها مزاجها الرائق سلفاً».
حرص «مصطفى» على توظيف جمهور أم كلثوم من خلال لوحاته، فهم الدافع القوى لها أثناء اختيارها لكلماتها: «اللى خلانى أعمل المعرض شغفى بالمصريين زمان، وده اللى جسدته فى الست لأن الست معبّرة أكتر من الراجل فى اللوحات، هى مرنة لاستيعاب كل شىء». قارن «مصطفى» بين المصريين زمان والآن: «زمان الناس كانوا بيتميزوا بالأدب والأخلاق والهدوء، وكان فيه ألفة بين كل أفراد الأسرة، دلوقتى اللى بيفكر يخرج مع عيلته يروح سينما بيسمع ألفاظ بذيئة وبيحصل تحرشات، وده اللى كنت حابب أوضحه فى اللوحات».