خبير تربية: 2 مليون خلية و25 ألف نحال من الشباب فى مصر.. ولا توجد برامج تدريب للنحالين
محمد هجرس، خبير تربية النحل
قال محمد هجرس، خبير تربية النحل، إن النهوض بصناعة تربية النحل فى مصر يستلزم وضع حلول لسبعة تحديات تواجه هذه الصناعة، معظمها مشاكل تنظيمية ولوجيستية، وفى حال حلها سوف ينتعش هذا القطاع ويوفر آلاف فرص العمل للشباب ويدر ربحاً هائلاً بملايين الدولارات.
وأكد فى حواره لـ«الوطن» أن النحل مسئول عن تلقيح 85% من المحاصيل الزراعية وتحسين جودتها وزيادة إنتاجيتها، مثل الموالح والفول والبرسيم والقطن والمحاصيل الزيتية المختلفة والنباتات العطرية، وقال إن الاهتمام بالنحل هو اهتمام غير مباشر بجودة المحاصيل وزيادة إنتاجيتها إلى جانب تحقيق الأمن الغذائى.. وإلى نص الحوار.
ما أهمية تربية النحل فى قطاع الأمن الغذائى؟
- يعد النحل مسئولاً عن تلقيح 85% من المحاصيل من إجمالى 250000 نبات مزهر على سطح الأرض، ويقدر العائد من تلقيح النحل للمحاصيل بالولايات المتحدة الأمريكية بـ18 بليون دولار، وفى مصر نجد للنحل أهمية قصوى فى تلقيح الكثير من المحاصيل وتحسين جودتها وزيادة إنتاجيتها، مثل الموالح والفول والبرسيم والقطن والمحاصيل الزيتية المختلفة والنباتات العطرية، فالاهتمام بالنحل هو اهتمام غير مباشر بجودة المنتجات فى الأسواق وبتحقيق الأمن الغذائى، وبزيادة إنتاجية المحاصيل.
«هجرس»: أطالب بالاهتمام بتربيته لتأثيره المباشر على جودة المحاصيل وزيادة إنتاجيتها
ما تقديرك لحجم استثمارات صناعة تربية النحل فى مصر؟
- يوجد على أرض مصر ما يقرب من 2 مليون خلية نحل ويعمل بمهنة تربيته بشكل احترافى نحو 25 ألف نحال معظمهم من الشباب، وتصدر مصر ما يقرب من مليون و250 ألف طرد نحل حى وأيضاً طرود نحل بالأقراص الشمعية، وتزدهر صناعة مستلزماته فى مصر وتصدر لكثير من الدول العربية، وأيضاً تصدر مصر العسل وجميع منتجات النحل.
ما معوقات صناعة تربية النحل وآليات حلها؟
- تواجه صناعة تربية النحل العديد من المشاكل ومعظمها مشاكل تنظيمية ولوجيستية، وبالبحث وإيجاد حلول لها سوف ينتعش هذا القطاع ويوفر آلاف فرص العمل للشباب ويدر الملايين من الدولارات، وأهمها عدم وجود قانون لتنظيم تربية النحل وتسجيل الخلايا من قبل وزارة الزراعة أدى ذلك إلى عشوائية الإنتاج وتوزيع الخلايا بصورة عشوائية، وهو ما أدى لضعف الإنتاج فى بعض المناطق بسبب تركيز الخلايا فيها، وأيضاً أدى إلى عدم وجود إحصائيات رسمية لعدد الخلايا، ومن المشكلات أيضاً عدم وجود سلالة قياسية معتمدة من وزارة الزراعة على النحالين، وعدم وجود أى أدوية مسجلة لعلاج أمراض النحل، وهو ما نتج عنه نشاط غير طبيعى لصناعة العلاج المقلد فى صناعة تحت السلم، كما أنه لا توجد برامج لتأهيل وتدريب النحالين، ولا توجد أى مساعدة من وزارة الزراعة للنحالين فى تسويق منتجاتهم بعد فحصها حتى فى منافذ الوزارة، كم أنه لا يتوافر أى دعم لصادرات طرود النحل مثل باقى المنتجات الزراعية المصرية، فضلاً عن ارتفاع أسعار السكر الذى يستخدم فى تغذية النحل.
وفى وجهة نظرك ما آليات تحديث صناعة النحل وزيادة الإنتاج؟
- تتم عملية التحديث من خلال العمل على صياغة نظام متكامل لتسجيل الخلايا والتفتيش عليها من قبل وزارة الزراعة حتى يتيح للنحالين فتح أسواق خارجية جديدة مثل كندا التى تشترط وجود نظام معتمد من وزارة الزراعة لاعتماد وتسجيل الخلايا، وإدراج النحالين فى نظام الكارت الإلكترونى بعمل كارت النحال، يقوم من خلاله النحال بالتعامل مع وزارة الزراعة فى صرف العلاجات والمستلزمات وتوريد الإنتاج، والبحث عن العلاجات المستخدمة والمعتمدة عالمياً فى مكافحة أمراض وآفات النحل وتسجيلها وتوفيرها بمصر، وتفعيل دور مركز بحوث النحل وتحويله لمركز تدريب عالمى لتدريب وتأهيل النحالين وإعدادهم للعمل داخل وخارج مصر، وتفعيل دور المناطق ومحطات تربية الملكات المعزولة واستيراد سلالات قياسية عالمية وتهجينها وفقاً لبرامج مدروسة بالتعاون مع أساتذة النحل بكليات الزراعة ومركز بحوث النحل، وتوزيعها على النحالين لتعميم هذه السلالة التى سوف تؤدى لزيادة الإنتاج، وتفعيل نظام لتسلم العسل من النحالين بعد فحصه وتسويقة فى منافذ وزارة الزراعة لمساعدة النحالين، وعمل برنامج على التليفون لمساعدة النحالين بتوفير المعلومات عن أمراض النحل وطرق علاجها، وتوفير سكر مدعوم للنحالين، والأفضل عمل وحدة تابعة لمركز بحوث النحل لتصنيع تغذية النحل وتقوم ببيعها للنحالين حتى لا يحصل النحالون على السكر المدعوم ويتم تسريبه وبيعه.
النحل مسئول عن تلقيح 85% من المحاصيل بين 250 ألف نبات مزهر.. وما زال يعانى من طفيل «الفاروا» منذ دخل متسللاً فى 1989 عبر الحدود مع إسرائيل
وكيف ترى الوضع الحالى لتربية النحل فى مصر؟
- ينتج النحل 6 منتجات رئيسية (العسل / حبوب اللقاح / الشمع / سم النحل / غذاء الملكات / البروبوليس)، بالإضافة لإنتاج النحل نفسه، فيكون المنتج السابع وهو الأهم بالنسبة للاستثمار فى مجال تربيته فى مصر، وتصل صادرات مصر إلى نحو 250 ألف طرد ونحو 16 ألف طرد بالإطارات للإمارات ومثلها للكويت، بالإضافة لكميات بسيطة للأردن والعراق ولبنان وليبيا، ويتم التصدير لهذه الأسواق بأسعار زهيدة بسبب انخفاض جودة الطرود المصرية مقارنة بالطرود الأسترالية أو الأرجنتينية، رغم وجود عدد خلايا كبير وتاريخ كبير للنحالة المصريين يبدأ منذ 7 آلاف سنة على ضفاف النيل، ووجود غطاء نباتى على مدار العام، فمصر هى الدولة الوحيدة القادرة على إنتاج النحل والملكات طوال العام، وتميزها بسهولة التنقل بالنحل يجعل كل هذه المقومات من مصر دولة مؤهلة لتكون محطة عالمية للنحالة العالمية، وعند تسويق قطاع تربية النحل فى مصر عالمياً سيكون مجالاً استثمارياً جيداً يضخ الملايين من الدولارات ويوفر العديد من فرص العمل للشباب.
هل توجد لدينا أمراض تهدد صناعة النحل؟
- يعانى قطاع تربية النحل بمصر منذ دخول طفيل الفاروا إلى مصر عام 1989 متسللاً عبر الحدود من إسرائيل، وعلى الرغم من وجود قانون لمنع استيراد النحل وملكاته وجميع منتجاته منذ عام 1962 للحفاظ على النحل المصرى إلا أن هذا القرار هو السبب الرئيسى الذى أدى لتدهور تربية النحل فى مصر، لأن هذا القرار كان يجب أن يرتبط ببرنامج قومى قوى للحفاظ على النحل المصرى وتهجينه مع إحدى السلالات القياسية العالمية، ومع امتلاكنا لمنطقة معزولة للحفاظ على النحل المصرى بواحة سيوة إلا أنها مع الإهمال اندثرت هذه السلالة.