رؤساء الجامعات: الميزانية تذهب للمرتبات.. ولسنا قادرين على توظيف المؤهلين لإدارة معامل الكليات
القناوي وجمال
صارت عملية تطوير وتحديث معامل كليات العلوم فى الجامعات الحكومية، تحدياً صعباً أمام رؤساء الجامعات وعمداء الكليات بعد أن ظلت هذه المعامل تعانى لسنوات طويلة من نقص فى الأجهزة والإمكانيات اللازمة لتدريب الطلاب وتأهيلهم وفق متطلبات سوق العمل.
وقال الدكتور جمال الدين على أبوالمجد، رئيس جامعة المنيا، إن معامل البحث العملى فى الكليات المختلفة أصابها الإهمال طوال الفترات الماضية، لعدة أسباب، منها ضعف التمويل المخصص لتلبية احتياجاتها التى تؤهلها لإكمال دورها على أكمل وجه، بالإضافة إلى عدم قدرة الجامعات على توظيف المؤهلين لإدارة هذه المعامل فنياً بداية من أعضاء هيئة التدريس ومن الموظفين والمشرفين والعاملين، موضحاً أن أغلب ميزانيات الجامعات تذهب للأجور والمرتبات.
وأكد «أبوالمجد» لـ«الوطن»، أن كليات العلوم هى منبع الدراسات والأبحاث وفى شتى المجالات خاصة الطب والفيزياء والصيدلة، مشيراً إلى أن الجامعة قامت منذ فترة بسيطة بعمل بروتوكول تعاون مع نقابة العلميين لعمل صيانة دورية للمعامل خاصة معامل كلية العلوم، سواء معامل الطلاب أو معامل أعضاء هيئة التدريس.
وأوضح رئيس جامعة المنيا أن الجامعة تعمل على تلبية احتياجات معامل كليات العلوم المخصصة للطلاب فى مراحل دراستهم المختلفة، ولكن هناك معامل بحثية لا تستطيع الجامعة تغطية ومتابعة التطورات المستحدثة بخصوصها، منوهاً بأن الجامعات تعمل فى هذا الصدد على تغطية احتياجات هذه المعامل من خلال التعاون بين الجامعات وبعضها البعض أو من خلال صندوق العلوم والتكنولوجيا أو من خلال المنح المقدمة من الاتحاد الأوروبى، موضحاً أن كليات العلوم تقوم بتدريس جميع المواد الأساسية لجميع الكليات العملية وتخصص لمعاملها ميزانية من المخصص للبحث العلمى بالجامعات.
ومن جانبه، قال الدكتور محمد حسن القناوى، رئيس جامعة المنصورة، إن معامل كليات العلوم لم يتم تطويرها منذ سنوات ماضية، ووضعت الجامعة خطة تمتد لسنوات من أجل تطويرها، بالإضافة إلى معامل المراكز البحثية. وأوضح «القناوى» لـ«الوطن»، أن معامل كليات العلوم تفتقر لموازنة خاصة بها من الدولة، وقال إنه لا يتم رصد مبالغ من الموازنة العامة للدولة لهذه المعامل، وليس لديها برامج تمويل ذاتية، مشيراً إلى أن الجامعة خصصت بعض المبالغ من عدد من صناديق الجامعة الخاصة لتطوير بعض معامل كليات العلوم.
وتابع رئيس جامعة المنصورة، أن الجامعات تعانى من عجز شديد فى بعض المتخصصين والفنيين والمشرفين المهرة على تشغيل المعامل، خاصة عند خروج أحد المكلفين بهذه المعامل على المعاش، ويترك مكانه شاغراً فى ظل وقف التعيينات خلال الفترة الحالية.
وطالب «القناوى» بتخصيص جزء من الموازنة العامة للدولة لكل كلية لفترة زمنية معينة، خاصة الكليات التى تعانى من مشاكل متعددة ومنها كليات العلوم والزراعة، منوهاً بضرورة وضع الأمور فى إطار دراسة جدوى واستراتيجية محددة، موضحاً أن التقدم لا يحدث إلا بالعلوم والمنهج العلمى، وتحديث المعامل جزء من تحديث التعليم فى مصر، وتابع: «مش عيب أن يكون عندنا المعامل مش مؤهلة حالياً ولكن العيب ألا يكون لدينا رؤية فى إطار زمنى لتحديثها وتطويرها»، مشيداً بدور الرئيس عبدالفتاح السيسى فى دعم البحث العلمى وتنميته فى مصر منذ توليه الرئاسة، وقال إن هذا هو ما أدى إلى انتباه إدارة الجامعات بضرورة إحداث نقلة نوعية فى المعامل.
وفى السياق ذاته، قال الدكتور معوض الخولى، رئيس جامعة المنوفية، إن معامل كليات العلوم كثيرة وتشمل معامل فيزياء وكيمياء وأنواعاً أخرى مثل معامل النبات والحيوان والجيولوجيا المخصصة لمرحلة البكالوريوس، بالإضافة إلى معامل فوم وحرارة وخواص للمادة، منوهاً بأن هذه المعامل تفتقد العديد من المقومات التى تؤهلها لتنمية أنواع البحث العلمى فى مصر.
وأضاف «الخولى» أن هناك عجزاً شديداً فى المعامل من ناحية المتخصصين والعمال والفنيين ذوى المهارة العالية التى تحتاجها المعامل، مشيراً إلى أن عدداً من الجامعات استعانت الفترة الماضية بشركات معاونة فى النظافة والصيانة للاهتمام بالمعامل، مشيراً إلى أن الجامعة قامت السنة الماضية بتحديث البنية التحتية للمعامل وكذلك تطوير عدد لا بأس به من الأجهزة والإمكانيات الموجودة بالمعامل.
وأوضح رئيس جامعة المنوفية، أن الموازنات المخصصة للبحث العلمى وكذلك المعامل الجامعية على مستوى الجمهورية، غير كافية نهائياً لمواكبة التقدم والتحديث الدائم لمواكبة المستجدات الدولية، وقال إنها تحتاج لتجهيزات أفضل وضخ موازنات أكبر، مشيراً إلى أن موازنات البحث العلمى تأتى تحت باب سادس وهو المخصص للمستلزمات والمستهلكات.وطالب رئيس جامعة المنوفية بضرورة مشاركة ومساهمة القطاع الخاص والمصانع والشركات فى البحث العلمى فى مصر مناظرة بما تفعله بعض الدول المتقدمة، حتى تستطيع الجامعات تلبية جميع احتياجاتها البحثية التى تستطيع من خلال تنمية البحث والعلوم وإعطاء الطالب حقه وتأهيله على التوافق والمسايرة مع سوق العمل. وأشار إلى أن الدولة قامت مؤخراً فى ظل القيادة الموجودة بالاهتمام بالبحث العلمى بشتى صوره.
وأكد الدكتور محمد خالد إبراهيم، وكيل كلية العلوم جامعة عين شمس لشئون التعليم والطلاب، أن تزايد أعداد الطلاب الملتحقين بكليات العلوم سنوياً بشكل مضاعف، يؤثر سلبياً على قوة المعامل وجودتها. وأضاف أن الميزانيات التى ترصد للبحث العلمى وكليات العلوم ضئيلة جداً، وأنها ليست مشكلة كليات علوم جامعة عين شمس بل هى أزمة ومشكلة تعانى منها جميع الجامعات الحكومية، نظراً للإهمال الشديد الذى أصابها السنوات الماضية.
وأشاد وكيل كلية العلوم جامعة عين شمس، بدور الحكومة ومحاولتها إيجاد مصادر دخل متعددة لحل مشاكل البحث العلمى، منوهاً بأن هناك عدداً من الخطط لتحديث المعامل وفقاً لرؤية وجدول زمنى محدد يمتد لعدد من السنوات، بحيث تستطيع المعامل تغطية وتلبية جميع احتياجات الطلاب.