«عين شمس».. الباحثون ينفقون نصف رواتبهم على الأبحاث ويشترون احتياجاتهم من خارج الجامعة
مسيرة البحث العلمى تحسنت قليلاً فى السنوات الأخيرة
قال الدكتور حاتم محمد، أستاذ الكيمياء بكلية العلوم جامعة عين شمس، إن هناك نقصاً فى المستلزمات والأدوات والمواد الكيميائية والعضوية تعانى منه بعض معامل كليات العلوم، ليس فى جامعة عين شمس فقط، ولكن فى العديد من الكليات خاصة فى الأجهزة المخصصة للتجارب الكيميائية الحديثة.
وأضاف «حاتم» لـ«الوطن»، أن هناك عدداً من الباحثين يقومون بشراء الكثير من المواد التى تفيد أبحاثهم من خارج الجامعة نظراً لعدم وجود احتياجاتهم بالمعامل، مشيراً إلى أن الميزانيات المخصصة لكليات العلوم من الدولة كما هى ولم تحدث فيها أى زيادات، مستطرداً حديثه قائلاً «الميزانية محلك سر»، مشيراً إلى أن معامل كلية العلوم بعين شمس تم تجديدها منذ نحو 5 سنوات.
وتابع أن كل ما هو متاح يقدم للطلاب فى المعامل من مواد وأجهزة وغيره بمعنى «الموجود يسد»، مطالباً المسئولين والقائمين على الأمر بأن يكون هناك اهتمام أكبر وتطوير مستمر للمعامل وكليات العلوم، لأنها أساس التقدم فى الدول، خاصة أن جميع الباحثين يقومون بصرف أكثر من 50% من رواتبهم على أبحاثهم التى فى النهاية ترجع لخدمة الدولة.
ومن جانبه، قال عضو هيئة التدريس بكلية العلوم جامعة عين شمس، إن جميع المعامل مجهزة بالعديد من الإمكانيات المتاحة من الكليات للطلاب أثناء التجارب، مشيراً إلى أن هناك بعض المشاكل يواجهها الطلاب أثناء التجارب وتتمثل فى نقص بعض المواد الكيميائية التى يتم الاستعانة بها من الخارج، مشيراً إلى أنه تمت مخاطبة الإدارة بسرعة تلبية احتياجات الطلاب لكن دون اهتمام.
وأضاف أن عجز الموارد المادية، أثر بشكل مباشر فى جودة المنتج التعليمى المقدم من المعامل للطلاب، وأنه عندما يتم طلب أى تجهيزات إضافية لا يستجاب على الفور بحجة عدم وجود ميزانيات، منوهاً بأن نقص العمالة الماهرة فى المعامل يؤثر دائماً، خاصة فى التعامل مع المواد العضوية والكيميائية والأجهزة الحساسة، مشيراً إلى أن المعامل تفتقر دائماً للصيانة الدورية.
وأوضح أن مسيرة البحث العلمى تحسنت نوعاً ما فى السنوات الأخيرة عما كانت عليه من قبل، خاصة فى تطوير المناهج الدراسية وطرق التدريس والتلقين، مطالباً القائمين على الأمر بالاهتمام أكثر بالبحث العلمى وكليات العلوم، لأنها معيار التطور الحقيقى لأى دولة، خاصة فى ضخ المزيد من الموارد المادية لشراء أجهزة حديثة ومواد متجددة، بالإضافة إلى عمل الصيانة الدورية على أكمل وجه.
وقال تامر محمد، عامل بمعمل فيزياء التابع لكلية العلوم، إن هناك نقصاً كبيراً فى العمال والمشرفين والمؤهلين للعمل فى معامل كليات العلوم فى جامعة عين شمس وعدد من الجامعات، مشيراً إلى أن جميع الموظفين يلتحقون دائماً بعدد من الدورات التدريبية قبل العمل بالمعامل، بالإضافة إلى الخبرة المكتسبة من الموظفين والعاملين القدامى فى المعامل أثناء العمل.
وأضاف أن كل معمل مخصص له «2 عمال و2 موظفين»، بخلاف أعضاء هيئة التدريس من المعيدين والدكاترة والمشرفين، مشيراً إلى أن العجز ناتج من قلة التعيين فى الفترات الماضية، مضيفاً أن جميع العمال والموظفين يقومون بعمل الصيانة الدورية للمعامل بأيديهم دون اللجوء إلى شركات متخصصة للصيانة، باستثناء الأجهزة الإلكترونية الحساسة التى تنتظر أوقاتاً طويلة فنيين متخصصين يتم استقدامهم من الخارج لعمل الصيانة الخاصة بها.
وقال «عم حارث» أكبر عاملى معامل كلية العلوم جامعة عين شمس، البالغ من العمر 71 عاماً، إنه بعد بلوغه سن المعاش قامت إدارة الكلية بتشغيله على قوة الكلية بنظام المكافأة الخاصة، مشيراً إلى أنه يمتلك خبرة كبيرة جداً، وأن قلة الوظائف والتعيينات هى سبب وجوده فى المعمل بعد المعاش.
وأضاف «حارث» أنه يقوم بنظافة المعمل وتحضير وضبط العينات الكيماوية للمعامل، منوهاً بأنه ليس له أى علاقة مع الطلاب، وأنه يعمل على تجهيز العينات، مؤكداً أن المعامل تفتقد الكثير من المواد الكيميائية التى يحتاجها الطلاب، مستطرداً حديثه قائلاً: «عندما يقوم أى طالب بالشكوى لأى عضو هيئة تدريس يرد عليه بقوله: الموجود يسد»، موضحاً أن أغلب المعيدين والمحاضرين الجدد ليسوا على دراية كافية بأنواع العينات والمواد الكيميائية، مما يجعل كليات العلوم تستعين بذوى الخبرة من العمال البالغين سن المعاش.
وطالب «حارث» المسئولين بضرورة تعيين موظفين وعمال ذوى خبرة للمعامل، وتدريب وتأهيل الموجودين، موضحاً أن المعامل تحتاج لماهرين ومميزين وذوى كفاءة، مشيراً إلى أن العامل لا يستطيع أن يقوم بنظافة وتحضير وتجهيز وصيانة المعامل بمفرده.