"الخولي" يعلن برنامجه الانتخابي لرئاسة "الوفد".. "لا مزيد من الاتباع"
المهندس حسام الخولي
أعلن المهندس حسام الخولي، نائب رئيس حزب الوفد، والمرشح لرئاسة الحزب، برنامجه الانتخابي، خلال بيان أصدره منذ قليل، موجهًا خلاله كلمة للوفديين، قائلا: "الأخوة و الزملاء، أعضاء الوفد بامتداد الوطن، وفي كل رقعة من أرض مصر التي شكل الوفد جزءًا غاليًا من تاريخها، ويسعى الآن لأن يكون جزءً من مستقبلها، فاعلا رئيسيًا في صناعة القرار، ونموذجًا يحتذى به في قدرة حزب على النهوض من جديد بقوة الإرادة والعمل، ربما جاز لي أن أقدم برنامجي بكلمة عني، وعنكم وعن الوفد والوطن، ولماذا قررت أن أخوض الانتخابات مرشحًا على مقعد "رئيس الوفد" وهو منصب له ما له في نفوس المصريين، والوفديين من احترام وتقدير، بحكم ما لحزبنا من جدارة في أن يلعب الدور الأبرز في تحقيق أماني وتطلعات شعب– لا يزال - يرنو إلى أن يلحق بعصره، وأن يؤثر في عالمه، وأن يرسم ملامح خطط وطنية طموحة يقتدي بها الجميع ويرون فيها ما يستحقه الوفد، منبرًا لليبرالية، وساحة للتفاعلات البناءة، و جسرًا واثقًا للمستقبل، وفهما أعمق للعلاقة بين الدولة والأحزاب السياسية".
وأضاف "الخولي": "الأخوة و الزملاء لقد كان لي شرف الانضمام للحزب بعد شهور قليلة من عودته للساحة السياسية عام 1984، ولعلي لاحظت حينها أن زعامة الراحل العظيم فؤاد باشا سراج الدين، كانت هي القوة الدافعة لعودة الحزب، ولالتفاف الوفديين حول "الوفد الجديد"، وكنت شاهدًا و فاعلًا ومؤثرًا في كل المراحل التي توالت فيها على الوفد قيادات تولت منصب رئيس الحزب، وكان في خاطري دومًا أن الزعامة والهيبة والتاريخ الشخصي المخلص للوفد وتاريخه، كل هذا له دور كبير في الحفاظ على مسيرة الوفد، وعلى الجانب الآخر فقد كانت كل المحاولات المخلصة للمزج بين قدرات رئيس الحزب، وبين العمل على ما هو أجدى وأنفع وأقوى، أي تحويل الوفد إلى "مؤسسة" تترابط أجزءاها و تنمو وتتقدم وفقًا لأسس "علمية" تضمن أن تجد الأفكار مسارها "الديمقراطي" داخل مركز صنع القرار، حتى لو جاءت الأفكار من أصغر أعضاء الحزب سنًا، أو أحدثهم انضمامًا، والفكرة "مؤسسة الوفد" التي بذل البعض مشكورين جهدًا ما فيها، هي التي نستهدف العمل عليها، ووضعنا – مع أعضاء حملتنا من قيادات الوفد وشبابه– تصورات عملية وخطط مدروسة بعناية، قابلة للتطبيق، وواعدة حال تحقيقها، في أن ينال حزبنا ما يستحقه وما يتطلع له المصريون جميعًا، أن يمثل الوفد مثالًا ملهما في عبقرية حزب ينهض من جديد، بإرادة حاسمة، وبروح ترنو إلى ميراث آباء الليبرالية المصرية، ممن تعلمنا في ساحاتهم المقدسة، وفي أروقة حزبنا العريق، أن الديمقراطية والحريات العامة والانحياز لـ "الشعب"هي أقدس مقدسات الوفد الذي ينبغي علينا – مخلصين - ليس فقط أن نسعي لها بل أن نطور أدواتنا فى الطريق لذلك، وأن لا نجلس في انتظار أن يأتينا ما نسعى له من أن يكون الوفد هو الوفد، قويًا منيعًا مبادرًا، ومشاركًا في صناعة القرار في إطار الدولة، والقانون والدستور وبفهم أعمق لما استجد على الساحة السياسية، والاجتماعية من تغييرات هائلة لقد مر قرابة 34 عامًا، منذ دخولي الحزب ومشاركتي فى قضاياه ومواقفه الكبرى، وفق ما ألزمت نفسي به، منذ أن كنت عضوًا، ومرورا بدوري في لجان شباب الحزب، وحتى توليت منصب نائب رئيس الحزب، وهو ما أُلزم نفسي به أكثر وأنا أترشح باسمكم، وباسم المستقبل، على رئاسة الوفد، وهو الالتزام الصادق بممارسة سياسية لا تنفصل فيها الأخلاق عن قوة الموقف، والإعلاء الدائم للقانون، والحرص على تجميع صفوف الوفديين وعدم الانسياق تحت أي ظروف لما يهدد وحدة الحزب ووجوده، وإيجاد ألية ديمقراطية للمشاركة واحترام كل الأراء، ولا أخفي أن هذا ما يميز الوفديين دائمًا حتى، وإن خالف البعض هذا – أحيانًا – أو سعى البعض – خلال فترات ريبة وأوقات غياب منطق– للغة أخرى من فرض قرار ما أو استقواء بشيء غير إرادة الهيئة الوفدية التي تعلو ولا يعلو عليها، و التي نعمل لها و نستمد منها القوة والمدد والإلهام، والإعجاب بهؤلاء، الذين يعيشون بالوفد وللوفد لقد كان يقيني – منذ البداية –أن الانتخابات المقبلة في الحزب هي الأخطر والأدق، ذلك أن الحزب على مفترق طرق، إما أن يتجاوز أزمات حقيقية– لابد من الاعتراف بها – ويؤسس لعصر جديد له في الحياة السياسية، وإما أن يترنح تحت وهم أفكار بالية لا تنتمي لعالمنا ولا تقدر سوى على أن تأخذ من الماضي سلبياته".
وتابع "الخولي": إن الطريق للمستقبل، طريقين لا ثالث لهما .. القوة والتجدد والعمل .. أو الترهل والشيخوخة والخروج من مصاف الأحزاب الكبرى– والوفد أكبرها – إلى حيث البحث عن حجة كي يكون الوفد ملحقًا هامشيا في مسار الأحداث ينتظر فتات الرضا ويتسول أوهام المكاسب.. خارج حدود قوته و تأثيره".
وأضاف الخولي، موجها حديثه لـ"الوفديين": "الأخوة الزملاء، حزبنا العظيم لقد قدرت لرئيس الحزب المنقضية ولايته جهوده الكبيرة في الحفاظ على الوفد طيلة دورتين، و كان شاغلي الأساسي، كيف يمكن أن يتجاوز الوفد أزمات لاشك فيها، إدارية وهيكلية ومالية، وعندما أولاني حشد هائل من الوفديين ثقتهم، داعين إياي للترشح "رئيساً لحزب الوفد" وعندما تنازل لي عدد من قيادات الوفد الجديرة بأرفع المناصب داعمين لي، وعندما توالت الاتصالات الداعمة من "شباب" ينتمون لحزبنا العظيم من المحافظات كافة، يؤكدون لي أن الحزب "على مفترق طرق" تيقنت أن خطًا عميقًا ربط بيني و بين مسؤوليه ودور جديد لي فى الحزب، وبقدر سعادتي بما أولاه لي الوفديون من ثقة ودعم في خطوة ترشحي رئيسًا للحزب، بقدر ما عملنا طيلة الشهور الماضية على أقوى برنامج للوفد – هو الذي بين أيديكم الآن – وهو أفكار أساسية و تصورات واقعية للإمكانات والحلول والفرص المتاحة، وآليات تنفيذ عمليات تطوير الحزب سياسيًا وإعلاميًا، وأطلقنا على البرنامج الكبير"مشروع وفدنا.. 2022-2018" ولا أخفي أن شعارا وضعته أمامي منذ اللحظة الأولى ساعيًا لتحقيقه كمبدأ وهدف وهو أن "هدف القيادة هو إيجاد قادة آخرين.. لا مزيد من الاتباع"، وأن "الرجال هم من يصنعون التاريخ.. لا العكس"، ولهذا وضعنا هنا أفكارنا– معكم و بكم – وهي أفكار تركز قبل كل شيء على أن العمل الجماعي، والمؤسسي هو الأقدر على صناعة مستقبل الحزب".