الصديقان «أحمد» و«محمد»: هدفنا «الفاقد يكون زيرو»
الصديقان «أحمد ومحمد» يعملان بجدية لإنجاز العمل
محمد ناصر، عامل نظافة بالصومعة، وأحمد كمال، المسئول عن جمع القمح داخل «النقرة»، يحكيان عن طبيعة عملهما داخل المكان الذى يعتبرانه مصدر فخر لهما، حسب وصفهما. يتشاركان معاً فى كل خطوة، سافرا محافظات مختلفة من أجل المكسب، حتى انتهت بهما داخل صوامع القنطرة شرق: «كنا شغالين على باب الله، لحد ما ربنا رزقنا بالشغلانة الحلوة دى»، كلمات قالها محمد ناصر بفخر، مسترجعاً ذكريات الماضى: «إحنا أصحاب من زمان وكأننا إخوات، جينا من طنطا، واشتغلنا فى حاجات كتير وفى محافظات أكتر، لحد ما من سنتين سمعنا عن مشروع الصوامع على مستوى المحافظات، وقدمنا فيها وجت لنا فى صومعة القنطرة شرق فى الإسماعيلية، والحمد لله مبسوطين جداً، وأنا فخور إنى شغال فى مكان مهم زى ده».
يرتدى «عم محمد»، الرجل الخمسينى، طاقية من القماش تقيه من البرودة فى الشتاء وحر الشمس فى الصيف، ويتجول بين الصوامع حاملاً فى يده «مقشة» ينظف بها بعض بقايا حبوب القمح المتساقطة حول «نقرة» الصوامع، وهو ينادى بصوت مرتفع على صديقه «أحمد» لحثه على إنجاز العمل والإسراع فى التنظيف: «المكان تقريباً مافيهوش غيرنا إحنا و2 كمان بتبقى ورديات، دورنا إننا نجمع كل حباية فى الأرض من القمح عشان مايبقاش فيه خسارة، وكمان عشان الطيور ماتفسدش القمح وقت تفريغه، وإحنا كمان بنساعد فى نزوله من العربية للنقرة، عشان ننجز فى الوقت».
بخطوات مسرعة يصعد «أحمد كمال» السلم الحديدى، المقام داخل دائرة خرسانية منخفضة إلى أسفل تشبه البئر، يتم فيها تفريغ القمح المحمل على السيارات تمهيداً لرفعه إلى داخل الصوامع عن طريق «طاسات» تشبه الساقية، لتخزينها داخل الصوامع فى مدة زمنية لا تتعدى الدقائق، ويتم تنظيف هذه الغرفة وهى مهمة الرجل الأربعينى، الذى يحمل فى يده إناء بلاستيكياً يضع فيه الأتربة وبعض بقايا القمح لإخراجها من الغرفة: «الحالة الوحيدة اللى بادخل فيها الصومعة قبل التخزين عشان أنضفها، غير كده دورى بيكون بساعد باقى زمايلى فى أن أجمع القمح عشان مانخسروش، وبنضّف بعده عشان الطيور».